حظر أم تقنين.. هل ينتهي سرطان «التوكتوك» في مصر؟
خلال العقد الماضي، توغل "التوكتوك" بشكل كبير في مدن ومحافظات الجمهورية، ولصغر حجمه وضآلة سعره اعتمد عليه عدد كبير من الشباب كمصدر للرزق، لكن فيما بعد كثرت جرائمه لعدم وجود ترخيص له أو أرقام تدل على صاحبه.
العديد من القرارات صدرت بشأن تقنين وضع "التوكتوك"، وكان آخرها هو تأكيد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على أهمية تقنين أوضاعها على مستوى الجمهورية، والعمل على تيسير إجراءات الترخيص لأصحابها، لافتا إلى أن هناك فوائد واسعة من التقنين، سواء للمجتمع أو لصاحبه نفسه، الذي سيتم التأمين عليه، وسيكون له معاش.
ومن المقرر أن تبدأ وزارة التنمية المحلية التنسيق مع المحافظين لتيسير إجراءات ترخيص سيارات "الميني فان" كوسيلة نقل جماعي آمنة وحضارية، كما سيتم العمل على دخول مركبات "التوكتوك" ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لإحلال السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، على أن تعمل سيارات "الميني فان" التي سيتم تسليمها كبديل للتوك توك بالغاز الطبيعي.
محمد مجدي، أحد أصحاب معارض بيع وشراء "التوكتوك" في "فيصل" بالجيزة، أوضح أنه منذ عام 2018 ويصدر قرارات جديدة بشأن التوك توك في مصر ولكن دون أن تنفذ فعليًا.
وأضاف مجدي: "يعني قبل كدا كان في قرارات بحظره، وقرارات بإحلاله والاعتماد على السيارات الفان بدلًا منه، والآن صدر قرار جديد بشأن تقنين أوضاعه وترخيصه".
يرى صاحب المعرض أن فكرة تقنين التوكتوك وترخيصه، سيساعد ذلك في زيادة المبيعات للتجار واستيراده بشكل أكبر، وذلك لأنه أصبح مرخصًا ووضعه مقنن.
وفي سياق متصل، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بالعمل على توسيع قاعدة المواطنين المستفيدين من المبادرة الرئاسية لإحلال المركبات المتقادمة "الأجرة والملاكي" بسيارات أخرى جديدة تعمل بالوقود المزدوج "البنزين والغاز الطبيعي".
وتهدف المبادرة إلى التوسع في الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وتشجيع المنتج المحلي، وتوطين صناعة المركبات في مصر والصناعات المغذية لها لخلق المزيد من فرص العمل، جنبًا إلى جنب مع جهود تخفيف الأعباء عن المواطنين.
سائق "توكتوك" يُدعى محمود سامح، يقول إن قرار ترخيص التوك توك سيساعد الشباب خلال عملهم اليومي، مرجعًا ذلك أنه كان هناك لجان مرورية كانت تسحب التوك توك وتصادره بمجرد رؤيته.
وتابع السائق، أن طالما "التوكتوك" مرخصًا فهذا سيسمح للسائقين الدخول والعمل في أي منطقة في مصر، بالإضافة إلى انتشاره أكثر من السابق في المناطق التي كان محظورا فيها.
بحسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 2018، فإن إجمالى عدد المركبات المرخصة والموجودة فى الحركة بشوارع مصر حتى نهاية عام 2016، بلغ نحو 9.351 مليون مركبة وأن عدد "التكاتك" المرخصة فقط من جملة هذه المركبات بلغ 99 ألف "توكتوك" حتى نهاية عام 2018.
أما أحمد هارون، صاحب ورشة إصلاح الموتوسيكلات و"التوكتوك"، يقول إنه كان هناك العديد من المناطق التي تحظر سير "التوكتوك" تحديدًا فيها، ولكن هذا الوضع سيتغير بمرور الوقت.
وأوضح أن قرار تقنين "التوكتوك" له مميزات مثل ترخيصه والسماح له في السير بحرية دون سحبه، ولكن كل ذلك سيزيد من سعره في البيع والشراء وأيضًا في تكاليف الإصلاح والصيانة.