سلسلة إبداعات قصصية تطرح عناوين سردية جديدة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
تصدر بالتزامن مع فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر أن ينطلق يوم الأربعاء القادم وحتي منتصف شهر يوليو المقبل، مجموعة كبيرة من الروايات والمجموعات القصصية والتي نستعرضها لكم في هذا التقرير.
طائر الأشمونين المضيء للكاتب سفيان صلاح هلال
تدور أحداث الرواية في قرية "الأشمونين" بالصعيد، وهي تجاور أطلال مدينة "خمون" الفرعونية، والتي سماها الإغريق "هيرموبوليس" أو “هرمس”، وهي مدينة لها مكانة مزدهرة علي طوال التاريخ الفرعوني، وخلال العصر اليوناني الروماني، وفيها عبادة "تحوت" إله الحكمة الممثل علي شكل قرد البابون.
هذا البعد التاريخي للمكان والزمان لقرية صغيرة تمر بها حضارات عدة، يجعل من الرواية رحلة شيقة، وهي تسقط من الماضي علي الحاضر، وترصد الجين الحضاري للإنسان المصري، وترابطه وودحة نسيجه، بأسلوب سردي بسيط٬ وبناء سلس ينتقل بخفة بين الأزمنة والمعتقدات والمعطيات الثقافية، تتوافق حركة السرد هنا مع المدرسة الطبيعية في التنقل بكاميرا حساسة لتجسد صورة مشهدية للمكان وروحه، بشخوصه وزمانها النابض الحي.
المجموعة القصصية "في البدء كانت العتمة" للكاتب طلعت رضوان
جاء في إحدي قصص المجموعة نقرأ: “كان وجهها وصوتها غريبين، وغطى ضجيج الصمت بيننا علي صوت عجلات القطار علي الرصيف المقابل، وعندما جاء القطار الذي ستركبه، تتبعت ظهرها وهي تحتفي فيه٬ فلما اختفي القطار في النفق، كانت عيناي علي لمبات النيون، وبينما أتأهب لركوب قطار الخامسة كلن حنو الإدراك يهدهدني هامسا: إن الأصل هو العتمة، وأن الظلام أصل الأشياء”.
المجموعة القصصية "لحظات" للكاتب ناصر الحلواني
ومما جاء في إحدي قصص المجموعة نقرأ: “في شرفتها الموشاة بأزهار الياسمين تجلس يسري الترقي في جوارحها، وفي روحها ينسم صبح من البهجة، إنه الموعد، تفرك أصابع كفيها الرقيقتين، وبين أناملها لهفات تروح وتجيئ، تقوم إلي سور الشرفة تستند إليه، وتمد شوقها إلي غاية اليمين ثم إلى غاية الشمال وتعاود تلوح علي قسماتها ابتسامة تذكر سرعان ما تخفت ثم تشرق لهفة حري من أوتار قلبها أثارها صوت تعرفه ينادي باسمها من أسفل شرفتها”.
رواية "بعد التخلي" من تأليف نهلة عبد السلام
رواية "بعد التخلي" تخطت أبعاد مهمة٬ حيث راوغت المتلقي بتقنية حديثة في أسلوب السرد٬ عانقت خياله في أوقات٬ وأجلسته علي أرض الواقع في أخري.
كما أجادت في اختيار لغة ساعدتها علي تغيير إيقاع السرد في تناغم وسلاسة٬ والبعد عن الزخرف البلاغي المستهلك. كما أنها استطاعت أن ترسم أبعاد الشخصيات بواقعية.
حرصت الكاتبة خطاب سردي بسيط٬ يصل للمتلقي علي نحو دقيق٬ لينسجم مع نسيج الرواية وأحداثها٬ ويتفاعل مع شخوصها.
رواية "طائرة الأحلام" من تأليف عزة مصطفي عبد العال
ومما جاء في الرواية نقرأ: لم يتركني الخوف٬ خاصة في تلك الأوقات التي كنت أجد فيها أمي٬ رغم استغراقها في النوم٬ تتشبث بي٬ فأهرب منه بإغماض عيني٬ يلاحقني٬ أكتم أنفاسي وأنكمش علي نفسي٬ يلاحقني٬ أقفز إلي أمان حكايات أمي٬ التي كانت٬ قديما٬ تهدهد بها أرواحنا٬ أنا وأخي٬ الذي صرت أرتدي ثيابه٬ بعد أن قصرتها أمي قليلا لتناسبني٬ وكان الخوف٬ كل مرة٬ يخاف من حكاياتي٬ فيبتعد٬ وأنام وأنا أتنفس عميقا أنفاس أمي٬ أو أبقي هكذا أحكي .. أحكي مغمضة العين٬ فيعود النهار٬ ومعه أخي بضحكته الصبوح٬ التي كانت دائما ما تثير مشاغباتنا والعراك٬ ويعود أبي٬ فأري أمي.. أمي ومنزلنا والطريق.
المجموعة القصصية "مقهي الشجرة الزرقاء" للكاتب فكري عمر
ومما جاء في إحدي قصص المجموعة نقرأ: يا لهؤلاء الناس الذين يتقدمون مني بإصرار٬ كأنهم ليسوا جزءا من حلم أنتجه رأسي٬ يصرخون وأنا أصعد فوق سور الكوبري الحديدي موجها وجهتي نحو الماء. أدرك أن الحلم سيمنحني ما تمنيت فعله دائما٬ القدرة علي السباحة٬ والغوص دون أي جهد سوي إرادتي القوية٬ بيتني أقدر الآن علي محوهم من الحلم٬ إذ يجرون نحوي ويصرخون: "قف.. لا تؤذي نفسك يا أخ..حذار ..انتحار".