رئيس مؤسسة الملتقى: البودشيشية قدمت نموذجا فريدا للتصوف المغربى
قال الدكتور منير القادري بودشيش رئيس مؤسسة الملتقى، ونجل شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، إن الطريقة القادرية البودشيشية قدمت نموذجا فريدا للتصوف الإسلامي بشكل عام والتصوف المغربي بشكل خاص، عبر "ليالي الوصال البودشيشية"، التي تنظم عبر شبكة الإنترنت مطلع كل أسبوع، حيث إن هذه الملتقيات والجلسات الفكرية والبحثية قدمت خدمة جليلة للتصوف الإسلامي، تلخصت في كيفية نشر الفكر الإسلامى الوسطى عبر الإنترنت، وكذلك مواجهة أزمة كورونا التي تسببت في توقف كافة الفعاليات والملتقيات الدينية حول العالم، فضلاً عم مشاركة ثلة من العلماء والباحثين والمفكرين وشيوخ التصوف من جميع أنحاء العالم.
وتابع "القادرى" في تصريحات خاصة، أن جميع الزوايا والطرق الصوفية حول العالم استفادت من تجربة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى لذلك وجدنا الكثيرين يخوضون غمار التجربة ويبدأون في عمل ندوات وتجمعات فكرية ونقاشية عبر شبكة الأنترنت، وهذا يجعلنا نسعد ونفرح كثيراَ بهذا الأمر فالطريقة القادرية البودشيشية دائما تقدم الجديد، وهذا بسر الحب والإخلاص الموجود لدى مريدي وأتباع هذه الطريقة التي تنتشر يوما بعد يوم حتى أصبح لها ملايين المريدين والأتباع حول العالم.
وأشار "القادري" إلى أن الطريقة البودشيشية ومريديها حول العالم، استطاعوا التغلب على أزمة كورونا، وتحولت الطريقة إلى العالم الإفتراضي خلال أيام معدودة بسبب الثقافة والذكاء وسرعة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة مما أهل مريدي وأتباع الطريقة للتحول الرقمي ونقل جلسات الذكر ومجالس العلم إلى عالم الآون لآين وهذا يؤكد أن مريدي الطريقة نجحوا نجاحا بالغ في ااستثمار هذه التجربة استثمارا جيدا.
الجدير بالذكر أن الطريقة القادرية البودشيشية تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري، أما لقب البودشيشية، فقد اكتسبه بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب "سيدي علي بودشيش" لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة -طعام الدشيشة - بزاويته.
ومن بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ الشيخ سيدي المختار بن محي الدين (ت 1914) والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955)،الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.
وتابع بعده هذه الوظيفة التربوية كل من سيدي الحاج العباس ثم ابنه سيدي حمزة وسيدي جمال باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين؛ وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا.
فقبيل وفاة سيدي أبي مدين سنة 1955، أبلغ سيدي العباس أنه وارث سره، وقد كان هذا الأخير مثالا للتواضع ونكران الذات فلم يعلن هذا الأمر، واستمر في خدمته للطريق سنوات، إلى أن اضطر إلى الاضطلاع بمهام ومقتضيات المشيخة.
وكان سيدي حمزة ابن العباس مؤهلا ومأذونا من قبل سيدي أبي مدين للقيام بمهام التربية والإرشاد، كما أكد ذلك والده سيدي العباس؛ إلا أنه بقي مريدا لوالده تأدبا معه وامتثالا لإشارته في إخفاء الأمر حتى يحين وقته، وبعد وفاة سيدي العباس سنة 1972 أصبح سيدي حمزة شيخ الطريقة المربي كما نصَّت على ذلك وصية سيدي العباس المكتوبة والموقع عليها من قبل كبار الطريق آنذاك،وبعد وفاة سيدي حمزة تقلد نجله سيدي جمال القادري مقاليد الأمور وهو يعتبر من الشيوخ العارفين.