«عظماء بلدنا».. قصور الثقافة تحتفى بذكرى ميلاد وجدى الحكيم
احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد عواض، بذكرى ميلاد الإذاعي والإعلامي وجدي الحكيم، إذ ولد في 23 يونيو لعام 1934، في مدينة ملوي بمحافظة المنيا؛ ضمن سلسلة "عظماء بلدنا" التي تطلقها الهيئة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
تخرج الحكيم في كلية الآداب قسم الاجتماع جامعة القاهرة، وترجع بدايته الفنية إلى العديد من البرامج الإذاعية والأدبية داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حيث قضى قرابة الـ 60 عامًا خلف الميكروفون.
دخل الحكيم مبنى ماسبيرو، كموظف إداري، قبل أن يقتحم مجال العمل الإذاعي في بداية الستينيات، حيث اكتشف مسئولو ماسبيرو موهبة إذاعية كبيرة يجب أن تُستغل في تقديم البرامج، وتوالت أعماله حتى تولى العديد من المناصب في الإذاعة.
لم يكن وجدى الحكيم مجرد إعلامي بل كان موسوعة ثقافية وفكرية وفنية نادرة التكرار.. كان مهتمًا وشغوفًا بالموسيقى، حتى إنه ساهم في اكتشاف العديد من المواهب الغنائية.
قدم عددًا من البرامج التي تعتبر بمثابة تاريخه الإذاعي منها (أغنية اليوم، افتح قلبك، ليالي الشرق، أشهر التسجيلات، بنك المعلومات، ليالي الصهبجية، نجوم زمان، أسماء وذكريات).. وبرنامجه الشهير (منتهى الصراحة).. وغيرها، وتعامل من خلال هذه البرامج مع معظم كبار النجوم والمشاهير في ذلك الوقت، كان صاحب انفرادات خاصة، باحثًا بشكل دائم عن التفرد والتميز في المادة البرامجية التي يقدمها.. ووصفه الكثيرون من أهل الفن بـصندوق الأسرار لفناني عصره، ومؤرخهم الموسيقي، فكان مخزنًا للأسرار والحواديت النادرة لجميع الفنانين القدامى.
وكان الحكيم رئيس لجنة التراث باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضوًا في عدد من لجان مهرجان الموسيقى العربية، ومهرجان القاهرة الدولي للأغنية، ولم يكتف الحكيم بتقديم البرامج الإذاعية فقط، لكنه اشتهر بدقته في تنظيم الحفلات الغنائية لكثير من الفنانين، وأحدثت حفلاته نجاحًا كبيرًا، مثل حفلات (الليالي المحمدية، أضواء المدينة، وليالي الشرق)، وتنوعت نشاطاته لتشمل إخراج المسلسلات الإذاعية، وقضى حياته بين الإعلام والفن، حيث إنه كان مهتمًا جدًا بالموسيقى والغناء، كما أنه امتلك استديو باسمه لتسجيل الموسيقى والأغاني.
توفي وجدي الحكيم، يوم 16 يونيو في عام 2014 عن عمر يناهز الثمانين عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا أثًرا طيبًا وبصمة لكل أصدقائه ومحبيه، وترك تاريخًا وإرثًا مليئًا بالحكايات والذكريات لكبار الفنانين والفنانات والحياة الثقافية والفنية والإبداعية في مصر والعالم العربي.