قصة وثيقة.. تفاصيل خطاب من حسين بيكار لـ عصمت داوستاشي (خاص)
حصلت “الدستور” من الفنان الكبير عصمت داوستاشي، على خطاب بخط يد الفنان الكبير حسين بيكار بتاريخ 24 مارس 1985، وفيه يتوجه بيكار بالشكر لداوستاشي على صداقته والسؤال عنه.
يقول حسين بيكار في تفاصيل الخطاب:
ولدي الحبيب عصمت داوستاشي
لست أدري كيف أعبر لك عن فرحتي الغامرة عندما تسلمت خطابك الرقيق، فقد كان لمسة وفاء جاءت في وقت عرفت فيه قدر الأصدقاء، وليس هذا بغريب عليك فقد عرفتك دائما نقي القلب، صافي السريرة، رحيب الأفق، ثاقب الفكر، وهذا جعل لك في قلبي منزلة انفردت بها من بين من عرفتهم من شباب هذا الجيل.
ولست أدري يا ولدي كيف أعبر لك عن شكري على مشاعرك النبيلة، فلا حرمني الله من هذا القلب الكبير، والعقل "المستنير"، ولك مني خالص الود والمحبة".
أكتب لك من الإسكندرية حيث أمضي أجازة قصيرة في فندق شيراتون المنتزه حتى مساء السبت ان شاء الله، فإن لم أستطع لقائك فأرجو أن نلتقي في القاهرة وربما في معرض صديقنا حسن سليمان.
شكرا مرة ثانية، وتحياتي للسيدة قرينتك ولك مني خالص التحية.
حسين بيكار
أما عن بيكار فقد ولد حسين أمين بيكار في 2 يناير عام 1913 بحي الأنفوشي بالإسكندرية، التحق بكلية الفنون الجميلة عام 1928، وكانت وقتها تسمى مدرسة الفنون العليا وكان عمره آنذاك 15 عامًا، ليكون من أوائل الطلبة المصريين الذين التحقوا بها. درس في البدايات على أيدي الأساتذة الأجانب حتى عام 1930، ثم على يد يوسف كامل وأحمد صبري. عقب التخرج عمل في تأسيس متحف الشمع، وانجاز بعض الأعمال في ديكور المعرض الزراعي.
انتقل بيكار بعد ذلك إلى المغرب حيث قضى ثلاث سنوات مدرسا للرسم وهي مرحلة هامة في تكوين، حيث رسم بيكار أول رسومه التوضيحية هناك عندما وضع مدرس اللغة الإسبانية كتابا لتعليم اللغة للتلاميذ، طلب من بيكار مدرس الرسم آنذاك أن يترجم الكلمات إلى صور. عاد بيكار إلى القاهرة عام 1942، وعمل معاونا لأستاذه وصديقه الفنان أحمد صبري، وتولى رئاسة القسم الحر خلفا لصبري الذي انتقل لرئاسة قسم التصوير، وسرعان ما تولى بيكار رئاسة هذا القسم بعد إحالة صبري للتقاعد.