لمس مشاكل حواء.. تكريم المُخرج فهد حسن عن فيلم «رد اعتبار»
كرّمت إدارة مهرجان Lamode Fashion Industry المقام في جامعة بدر بالقاهرة، المُخرج فهد حسن، عما قدمه من أعمال، كان آخرها فيلم «رد اعتبار» الذي يُناقش مشاكل المرأة المصرية، ونظرات المجتمع التي تُحاصرها.
فيلم «رد اعتبار» الذي حاز تعاطفًا كبيرًا مع بطلته «منى» يبدأ فيه المخرج أولى مشاهده من عزاء زوجها، حيث تجلس بين المعزيين ووالدة المتوفي (حماتها) وأخريات، لكنها لا ترتدي الأسود مثلهم، ولم تتساقط دموعها، ولا تظهر أنها حزينة على فراقه، بل ترتسم ابتسامة على وجهها من وقت لآخر، مما يُعرضها لنظرات وكلمات لاذعة من والدة الزوج التي تستنكر هذه التصرفات من أرملة ابنها المتوفي حديثًا.
الحالة التي تكون عليها الزوجة (منى) تبدو من خلالها في حالة نفسية متردية، وصراع داخلي، يُشير له الخرج عبر لقطات من ذاكرتها التي ترد على نظرات المحيطين بها، لتتذكر قسوة الزوج عليها، وكيف كان يتجاهلها، ويتطاول عليها حتى وصل الأمر إلى تعرضها للضرب بشكل متكرر.
تبكي ضاحكة، وتضحك باكية.. مشاهد ترسم الحالة النفسية التي باتت عليها «منى» ضحية مجتمع لم يرحمها عند زواجها، ولم يتركها تُقرر مصيرها حينما حاولت أن تأخذ قرارًا بالطلاق، ولم يرحمها مرة ثالثة بعد وفاة زوجها.
يُفجر المخرج مفاجأة في نهاية الفيلم، يتبين خلالها أن الزوجة منى هي المتسببة في وفاة زوجها، لكن أحدًا لا يُصدقها حيث لم يُثبت الكشف عليه ثمة تعرضه لأي اعتداء أو شبهة جنائية في وفاته، لكنها تؤكد أنها قتلته بالضغط، مُفسرة أنها استخدمت ذات السلاح الذي كان يُواجهها به (العذاب النفسي) لتُمارسه ضده، فهي تعرف أنه يُعاني من مرض الضغط، وفكرت في التخلص منه بهذه الطريقة، وقررت أن تُعرضه لمواقف تجعله ينفعل، فيصل إلى نوبة ضغط، ونجحت في مخططها، وشاهدته وهو يُصارع الموت أمامها، دون أن تُساعده.
يترك فهد حسن مُخرج «رد اعتبار» الحكم للمشاهد ليُقرر ما إذا كانت «منى» ضحية أم جانية، في قصة تناولت واقع تُعانيه حواء في عش الزوجية.
وبدأ فهد حسن مسيرته، ممثلًا في فيلم «البر التاني»، وكانت أولى تجاربه الإخراجية من فيلم «الرحلة»، من بطولته وإخراجه، وأخرج بعدها عددًا من الأفلام، كان آخرها «رد اعتبار»، ويعمل حاليًا على فيلم «فرج الأسود» ـ حسبما يقول لـ«الدستور».