«عطوف كريم».. يوسف السباعي يكشف سر حبه لـ طه حسين
نستعيد في ذكرى ميلاد الأديب الكبير يوسف السباعي، ما كتبه عن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في مجلة "الثقافة" في ديسمبر 1973 ونشر تحت عنوان "طه حسين من قريب".
وقال "السباعي": "أحببت طه حسين كما أحبه الناس. وأحببته أكثر مما أحبه الناس لأني رأيته عن قريب.. وأحسست به في عمق وارهاف أكثر مما رآه الناس وأحسوا به. رأيته كأب حبيب وأحسست به كراع عطوف کریم، وقصة قربي من طه حسین واحساسی به قصة طويلة. وتفاصيلها الإنسانية الرقيقة المرهفة التي تملؤها بالحرارة والحب قد يحتاج سردها إلى مجلد بأكمله".
وأضاف في وصف عميد الأدب: "فلقد رعى طه حسين جيلنا كله وأحبه. وأستطاع أن يشدنا إليه بصلة رقيقة من الحب والصداقة ولقد كان معنا في رعايته حازما في رقة. قاسيا في ود. زاجرا في لطف. ساخرا في عطف. فأحببناه والتففنا حوله. فخورين بأبوته مستزيدين من رعايته على ما اتسمت بما سميته بالزجر الودود والسخرية الرقيقة. كان يزجرني على أخطاء لغوية أو نحوية في کتبی ولكنه في زجره كان يذكرني بأبي عندما لامنى بصفعة- على كل حبه لى وتدليله إياي- لأنني أخطأت وأنا في العاشرة من عمرى فى النطق السليم للنظم فى بيت من الشعر كنت أترنم به".
يذكر أن يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي من مواليد 17 يونيو 1917 ورحل عن عالمنا في 18 فبراير 1978، وهو أديب وعسكري ووزير مصري سابق، تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها، ومنها عمله مدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952، عمل مديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد.
وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.