فتحي غانم يروي تفاصيل معركته مع يوسف السباعي
تحدث الأديب فتحي غانم، عن معركته مع يوسف السباعي، وذلك في حوار معه نشر عام 1993 في جريدة "الأخبار".
يقول فتحي غانم: "دخلت عالم الصحافة من باب الأدب، كنت ألخص بعض الروايات العالمية في مجلة "الغد"، وقد كنت في بداية حياتي بعد تخرجي في كلية الحقوق أعمل في النيابة الإدارية وكان يتردد على صحفي يحصل مني على ما يدور في التحقيقات لينشرها في آخر ساعة، وكان اسمه محمد حسنين هيكل،وقد ارتبطنا معا بصداقة وكنت أذهب لزيارته في دار "أخبار اليوم"، وفيها تعرفت بالأخوين علي ومصطفى أمين".
يكمل: "وذات يوم أخبرني هيكل أنهما يودان لقائي، فتوجهت إليهما وإذا بمصطفى أمين يمتدح ترجمتي وعرضي لكتاب "شارلي شابلن" في مجلة الغد، ويطلب مني أن أنضم لأسرة "أخبار اليوم"، لأعمل مع علي أمين في تطوير مجلة آخر ساعة، ووافقت واتاح لي ذلك نشر قصصي مع قصص كبار أدباء العالم، وقرا الناس لي "تجربة حب"، ومع السلامة".
ويكمل: "كان رشاد رشدي قد ورطني لننشر مقالا نرفض فيه الجيل السابق، وهاج يوسف السباعي لينشر ضدنا مقالا لا أنساه جاء تحت عنوان" ليز ولين القصة المصرية"، وتعجب إذا عرفت أن ليز ولين كانتا راقصتان يهوديتان ترقصان كل ليلة في الأوبيرج بالشمعدانات".
وكان ردي عليه مقالا عنوانه "التلميذ البليد يكتب في الجرائد"، وقد كان يوسف السباعي يعرف رأيي في رواياته، وكنت اصارحه بأن العلب التي يضعها فيها من الافيد أن تصبح علب شيوكولاتة، ولم أخفه أنني لم استطع أن أكمل قراءة رواية واحدة له".
ومع ذلك فقد اختارني يوسف السباعي لأترأس أول وفد مصري يسافر إلى طشقند، لحضور مؤتمر كتاب آسيا وإفريقيا، وكان معي سعد الدين وهبة، ويوسف إدريس، وقد حملني يوسف السباعي خطابا للسوفيت، يحذرهم فيه من يوسف إدريس، وأعطيته لهم دون أن أعرف محتواه".
يذكر أن يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي من مواليد 17 يونيو 1917 ورحل عن عالمنا في 18 فبراير 1978، وهو أديب وعسكري ووزير مصري سابق، تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل مديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد.
وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.