مصر: مقترح واشنطن حول سد النهضة يمنح إثيوبيا الكهرباء بطاقة 80 % فى فترات الجفاف
وجه سامح شكري وزير الخارجية، الجمعة، خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن الدولي المتحدة لشرح مستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي، أكد فيه اعتراض مصر على إعلان إثيوبيا ملء سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل قبل التوصل لاتفاق ملزم بشان السد.
كواليس مفاوضات واشنطن بشان سد النهضة
وكشف خطاب شكري إلى مجلس الأمن، كواليس مفاوضات واشنطن بشأن سد النهضة بين الدول الثلاث، مشيرا إلى أن الاتفاق المبادىء الذي تم التوصل إليه بين مصر والسودان وإثيوبيا عام 2015 نص على الاستعانة بوسطاء آخرين في حال تعذر التفاوض بين الدول الثلاث وعلى هذا الأساس تم الدخول في مفاوضات جديدة بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي، بعد فشل التفاوض الثلاثي في الوصول إلى صيغة اتفاق بشأن سد النهضة.
وأشار خطاب مصر إلى مجلس الأمن إلى أن الإدارة الأمريكية وجهت دعوة إلى حكومات مصر والسودان وإثيوبيا في نوفمبر 2019، من أجل إطلاق عملية تفاوضية جديدة شاركت فيها الولايات المتحدة والبنك الدولي بصفة المراقب ومن أجل تسهيل هوة الخلاف بين الدول الثلاث.
وكشف خطاب مصر أن مفاوضات واشنطن والتي استمرت لأربعة أشهر من المناقشات أسفرت عن اتفاق مبدئي بين الدول الثلاث أنجزوا فيها ما لم يتم تحقيقه منذ توقيع اتفاق المبادئ في عام 2015، حيث تم التفاهم بشأن العديد من النقاط الفنية المتعلقة بتشغيل وملء سد النهضة بجانب الاتفاق على القواعد والبنود القانونية اللازمة للاتفاق بشأن السد بين الدول الثلاث.
وأكد خطاب مصر لمجلس الأمن، أنه وللأسف تم إحباط نتائج مفاوضات واشنطن ولم يتم التوقيع على اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة من قبل الدول الثلاث، بسبب رفض أديس أبابا التوقيع على اتفاق شامل بشأن الجوانب الفنية صاغته الولايات المتحدة بمشاركة البنك الدولي، وفي المقابل من موقف إثيوبيا ولإبداء حسن النية وقعت مصر في الثامن والعشرين من فبراير 2020، بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق الذي صاغته واشنطن والبنك الدولي.
واعتبر خطاب الخارجية أن اتفاق واشنطن قدم حلا عادلا ومتوزانا بشأن سد النهضة، حيث تضمن العديد من النقاط من بينها أن سد النهضة سيتم ملئه على مراحل مع الأخذ في الاعتبار الظروف المائية لنهر الأزرق وتأثيراتها على حصص دول المصب، وكذلك فترات الجفاف.
وأكد الخطاب المصري أنه وفق اتفاق واشنطن، وبحسب توافر الظرورف السابقة كان من المتوقع أن يتم ملء السد خلال خمس سنوات، لكن عرقلت أديس أبابا هذا الأمر.
مقترح واشنطن كان مفيدا لسد النهضة
وضمن كواليس مفاوضات واشنطن، كشف خطاب مصر عن أن الدول الثلاث عادت مجددا في يناير 2020 للنقاش بشان فترات الجفاف وكيمة المياه التي ستخزن سنويا لملء سد النهضة، واقترحت واشنطن أن يتم إطلاق كميات محددة من المياه من سد النهضة لدول المصب في حال حدوث فترات جفاف، وبالفعل قبلت الدول الثلاث هذا المقترح التوافقي، لكن عاد المفاوض الإثيوبي مجددا ورفض القبول بهذا المقترح.
وشدد خطاب مصر على أن رفض أديس أبابا لمقترح البنك الدولي والولايات المتحدة الأخير كان "محبطا للغاية"، لأن هذا المقترح كان سيمنح إثيوبيا القدرة على توليد أكبر قدر من الطاقة الكهربائية من السد وبأعلى كفاءة حتى في فترات الجفاف، فقد أكد المقترح الأمريكي أنه حتى وفي هذه الظروف سيولد سد النهضة طاقة كهربائية بنسبة 80 % من قدرته على توليد الطاقة، وهذا الرفض الإثيوبي أثبت أن أديس أبابا تفتقر إلى الرغبة في التعاون كما أنها تريد تشغيل سد النهضة بغض النظر عن تداعياته على دول المصب.