أين ذهبت مقتنيات الريحانى بعد وفاته سنة ١٩٤٩؟
كانت القاهرة على موعد مع تشكيل الضباط الأحرار؛ بينما كانت فاتن حمامة تتلقى التهنئة من النقاد والصحفيين والجمهور عن فيلمها "كرسي الإعتراف" الذي عرض في شهر مايو وقام بأداء دور البطولة أمامها يوسف وهبي الذى أخرج أيضًا الفيلم؛ بينما كان نجيب الريحاني يحث حكومة حسين سري باشا الرابعة (3 نوفمبر 1949 _12 يناير 1950) على إقامة ملجا للممثلين المتقاعدين؛ وحينما يأس من ذلك قرر وهو يشيد بيته الجديد الذي مات قبل أن يسكنه أن يخصصه بعد وفاته لهذا الغرض النبيل، ولولا أن المنية عاجلته فى 8 يونيو سنة 1949 لكان قد أتم الإجراءات الرسمية، وتم له تحقيق أمنيته.
في تمام الساعة 11 صباح يوم الأربعاء الموافق 8 يونيو 1949 وفى المستشفى اليوناني الذي لا يزال قائمًا حتى الآن بحى العباسية، وفي الغرفة 48 بالدور الثانى لفظ نجيب الريحاني أنفاسه الأخيرة تاركاً ورائه إرثاً فنياً من الأعمال المسرحية والسينمائية منحته لقب فيلسوف الفن؛ وهنا أغلق الستار عن أعمال "كشكش بك، وياقوت افندي"؛ ولكن لم تغلق أضواء شقة الريحاني فى عمارة الإيموبيليا حيث انتقل شقيقه يوسف للعيش فيها، والتي آلت الى نجله توفيق بعد ذلك؛ ولكن يبقى سؤال حول مصير مقتنيات نجيب الريحاني بعد وفاته كونه الوريث الوحيد للريحاني.
مقتنيات "الريحاني" التي تركها لأبن شقيقه فى شقته بعمارة الإيموبيليا بعد وفاته كانت عبارة عن "44 بدلة، و20 بيجامة وجلبابا، و15 حذاء، وكلبته ريتا توفيت بعد يومين من رحيله بسبب امتناعها عن الطعام حزنا عليه، ومصحفا وصورة للقديسة سانت تريزا، ومذكرات تشرشل بالفرنسية، وكتاب حسن البيان فى تفسير مفردات القرآن، وكتاب ألفية ابن مالك، وروايات لشكسبير" لتظل فى حياة توفيق ابن شقيقه يوسف حتي عام 1961 عندما بيعت وبموجب مزاد علنى لسداد مبلغ 200 جنيه مستحقات الضرائب.
_ مقتنيات “الريحاني” اشتراها الشعب المصري.. وفرقته رفضت الذهاب للمزاد
جينا الريحاني، أبنة نجيب الريحاني، كشفت لـ"الدستور"عن مصير مقتنيات والدها بعد أن عرضت فى مزاد للبيع، قائلة :" من اشتري مقتنيات والدى بالمزاد أشخاص عاديين من المجتمع المصري وليسوا فنانين، وأنها عندما ذهبت الى مسرحه لمقابلة أعضاء فرقة الريحاني سائلتهم عن من اذا كان أحدهم اشتري أي مقتنيات لوالدها فكانت الإجابة بان لا أحد من أعضاء الفرقة حضر المزاد وان مقتنيات الريحاني من اشتراها هم اشخاص من الشعب المصري ".
"جينا" تابعت حديثها فيما يتعلق بمقتنيات والدها، قائلة:" كل ما تبق لى من مقتنيات والدي هو كرسي فى غرفته كان يجلس عليه عند عمل المكياج له قبل عروضه المسرحية ما زالت احتفظ به الي اليوم".
_ جينا الريحاني: ما يتبق لوالدي 5 نصوص من اجمالي 80 نصًا مسرحيًا
وعن النصوص المسرحية لنجيب الريحاني؛ حيث شارك في تمثيل وكتابة ما يقرب من 80 عمل مسرحي مع بديع خيري؛ لم يتبقى منها سوى 5 نصوص مسرحية من تراثه توجد فى المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية فى شارع حسن صبري بمنطقة الزمالك؛ أما الـ"75" نصاً لم تعلم عنها شيئاً؛ بحسب ما قالته لنا "جينا".
وعن مرحلة طفولة، وشباب نجيب الريحاني، تقول "جينا" أنها لم تعلم عنها اى شيء خاصة وان والدتها الراقصة والفنانة المسرحية "لوسي دى فرناي" بعد ان تركت مصر ذهبت الى ألمانيا عام 1920 لم تروي لها اى شيء عن هذه المرحلة فى حياة والدها؛ خاصة وان علاقتهما كانت تقتصر على زيارات خاطفة من قبل والدها نجيب الريحاني الى ألمانياً خاصة بعد ان تزوج من الفنانة بديعه مصابني؛ لذا فهي ليس لديها وثائق أو ذكريات روتها أمها عن مرحلة طفولة أو شباب والدها نجيب الريحاني.