عبير قورة تكشف تفاصيل الجزء الثاني من روايتها «التاج»
قالت الكاتبة الروائية والأكاديمية عبير قورة صاحبة رواية "التاج": أعمل في هذه الفترة على الجزء الثاني من رواية "التاج" ,أكتبه بنفس نمط الجزء الأول، العصر المملوكي مع العصر الحديث، وحوار العصر المملوكي يجري بالعامية التي تحدَّث بها الناس في ذلك الوقت فقد كونت قاموسا للغة العامية المملوكية من مئات المراجع يمكنني من الكتابة بإتقان بتلك اللغة.
وتضيف قورة: “ما دعاني أن أكتب جزءًا ثانيًا هو أن هناك الكثير من الأحداث التي يجب أن تتخذ طريقها للتعبير عن العامة والحرافيش والأقليات وحياتهم وآلامهم والمظالم التي كانوا يتعرضون لها , فطموحي في الكتابة التاريخية هو أن أكتب التاريخ ليس كما نقرأه في كتب المؤرخين بل التاريخ المنغمس في أرواح من عاشوا فيه وفرحوا وتألموا وانتصروا وانهزموا مرات لا نهائية، الوجوه الممحوة الباهتة الضائعة خلف الأعلام الكبيرة والعناوين المنمقة والعصر المملوكي عصر يتسع لكتابة مئات الروايات فأحداثه تضج بالمظالم والخرافات والأساطير وانتشار الدجل وضرب الرمل والمذاهب الصوفية، مملكة سحرية لا تنضب منها الأفكار والخيالات”.
وتابعت: “التاج هي البطل الرئيسي الذي من خلاله تتجمع الأحداث والحوادث وتتبلور بحيث تتسرب لحظات الواقع تباعًا , كل منهم في حاضره ,في اغترابه , في الواقع الذي يسترسل بهم حتى يجدوا أنفسهم أشخاصًا آخرين صاغتهم لحظات متخفية داخل ساعة رملية تتخذ السنوات والأحداث وقودًا لبوتقة التكوين ليكتشفوا من هم حقيقة ويحققوا مصائرهم”.
وتشير عبير قورة إلى أنه في العصر الحديث هناك أبطال آخرون لهم أزماتهم الوجودية وصراعهم للوصول إلى الهوية ومعاركهم مع أنفسهم ومع الآخر, الآخر المختلف أو الآخر العدو , والأبطال في اجترار ذكرياتهم المبعثرة المتآكلة الأسيرة في سراديب الداخل يكون الزمان مكثفًا ومجنونًا ومُخزَّنا كنقطة سائل مركزة وعند صعوده للنور لا يحدث هذا إلا بشفرة فريدة ,شفرة اغتراب معرفي لا يفك رموزها غير البطل لأن الخيال ممتزج بالذاكرة وبالوعي وبتراكمات تفاعلنا مع الحياة وبعلاقتنا بالأشياء التي يكون بعضها نسبي وعابر وبعضها يمثل ندبة دائمة ,وتبقى الرواسب التي لا تذوب من آثار اقتحام الذكرى للحواس فيعود الماضي فجاءة حاضرًا حيًّا , فالشخص مهما كانت عاديته وخفوته هو مميز وممهور بعلامة الذاكرة الفريدة والتركيبة الجينية والمعرفية والعلائقية الشديدة التفرد تجعله هو دائما الأوحد في نوعه ولهذا فالإنسان الذي يبدو لنا عاديًّا وغير مثير يصلح دائمًا أن يكون بطلًا عظيمًا في رواية .
واختتمت: “لا أعرف إن كنت سأكتب جزءًا ثالثًا أم لا , لكني بالفعل أطمح إلى كتابة عدة أجزاء أخرى”.