صدرت بالعراق.. «أرواح أخرى» جديد منير عتيبة في القصة القصيرة
صدرت حديثا عن دار ومكتبة أهوار للنشر والتوزيع بالعراق مجموعة “ أرواح أخرى ”للكاتب المصري منير عتيبة والتي تعد استكمالًا لمشروعه في هذا المجال والذي بدأه بمجموعة "روح الحكاية" الصادرة عام 2015م والحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 2016.
وتحتوى مجموعة "أرواح أخرى" على 134 قصة قصيرة جدًا، ينحو فيها الكاتب نحو التجريب ليخطو خطوة واسعة بعد مجموعته الأولى، دون أن يتخلى عن القضايا الأساسية التي يتناولها في أعماله كقيم الحرية والعدل واحترام الآخر والإعلاء من شأن التسامح والمحبة، إضافة إلى القضايا الوجودية التي يهتم منير عتيبة بمعالجتها وأهمها قضية الموت وموقف الإنسان من الوجود، ومحاولة الغوص في العوالم الماورائية.
وإذا كان الكاتب قد أهدى مجموعة "روح الحكاية" (إلى الحكاية.. التى أهفو إلى عناق روحها..يا ربى.. هل سيحدث يوما؟!) فإنه لا يزال في هذه الحيرة الفنية والوجودية التي يعبر عنها بإهداء مجموعته الجديدة الذي يربط به المجموعتين في نسق واحد، إذ يهدي "أرواح أخرى" (إليها.. لعلها تجيء.. أو تدعوني إليها.).
تبدأ المجموعة بقصة "فرص ضائعة"
(خدعتْ البنتُ الزمنَ؛
فأصبحتْ في العشرين بعد عشرة أعوام من ولادتها.
وظلت في العشرين بعد أربعين سنة من ولادتها.
فكنت أجيء مبكرًا جدًا أو متأخرًا جدًا..
لكنني لم أستطع الوصول في الموعد المناسب أبدًا).
حيث الزمن من أهم الملامح التي يشتغل عليها السرد الروائي والقصصي عند منير عتيبة.
وتنتهي مجموعة "أرواح أخرى" بقصة "تمرد"
(تتحرك أزرار لوحة المفاتيح لتكتب على الشاشة ما بباطني، لا ما أريد أن أنشره.
أحاول أن أمحو الكلمات. أفشل.
تخرج لي الطابعة عدة ورقات أقرؤها مرات عديدة.
يزداد الفزع مع كل قراءة جديدة.
يتوقف عقلي عند السؤال:
هل أمزقها؟ أم أخرج إلى الناس بها؟)
وكأن الكاتب لم ولن يخرج من حيرته الإبداعية والوجودية أبدًا، وكأنه يعد قارئه أيضًا بمزيد من الإبداع يحاول أن يستجلي به روح الحكاية، أو يستدعي إليه أرواحها كلها.
ومنير عتيبة كاتب مصري، أصدر 36 كتابًا في مجالات القصة والرواية والقصة القصيرة جدًا والنقد الأدبي وأدب الأطفال وغيرها، كما أنه يكتب الدراما الإذاعية، ويقدم برنامجًا تليفزيونيًا بقناة البابطين الثقافية "حوار ثقافي". وعتيبة مؤسس ومدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، ورئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ونائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة. حصل عتيبة على العديد من التكريمات والجوائز أهمها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب في مجال القصة القصيرة جدًا، وجائزة اتحاد كتاب مصر مرتين في القصة والرواية. وقد قدمت عن أعماله عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه في مصر وبعض البلاد العربية، كما ترجمت بعض قصصه إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.