«بيتنا كان مفتوحًا لكل القرية».. بهاء طاهر يتحدث عن سنوات الطفولة
المشهد الأول هى صورة الطفل الجنوبي الذي جاء كآخر العنقود وشقيق ل9 أخوة يمتد جذره إلى الجنوب "مدينة الأقصر وتحديد مدينة "الكرنك"، ظلت الكرنك بكل مافيها من طبيعة الريف وقسوته والعابه الخشنة حاضرة وكأنها وشم جميل على جدار الروح، يصف بهاء طاهر سر حضور الجنوب بقوله "قريتي أم»" ورغم استقرار أسرته بالقاهرة إلا أن والدته التى عرفت عن القرية أدق التفاصيل، والتطورات ولم تُغيّر طوال حياتها لهجتها ولإعاداتها الصعيدية، وكانت تملك موهبة غريزية فى حكاية القصص، تعرفها بقلبها، وتقصها بكل مشاعرها ووجدانه، وقد ورث بهاء حب الحكى والقص والرواية فيقول: «كانت أحب اللحظات إلىّ فى فترة الطفولة وفيما بعد الطفولة أيضا حين استمع إليها تحكى هذه القصص باستغراق كامل، وبتفاصيل دقيقة، وبلغة البلدة وتعبيراتها كأنها مازالت تعيش فى النجع الذى ولدت فيه"
يروي بهاء طاهر عبر حوار أجراه مع الكتاب المغربي أحمد نجيم أن بيتهم بالقاهرة كان مفتوحا لكل أبناء القرية لذا كانت القرية حاضرة بكل ما فيها داخل البيت، فلم تغب لهجة الصعيد، ولا حكايات الجنوب يوما عن البيت.
يؤكد بهاء طاهر عن طفولته أنها كانت مصحوبة بصافرات الانذار وأصوات الغارات وذلك في ظل الحرب العالمية الثانية، كنا ننزل إلى الخنادق، كان الإحساس بالانذار والخطر المقبل له اكبر الأثر، وترك أثرا لايمحى هو ذلك الإحساس الدائم بأن هناك خطرا قادما .
شهدت السنوات الأولى لطفولة بهاء طاهرالملكية بكل مافيه من تناقضات وفوارق طبقية، إلا أن هذه الفترة كان التعليم هو المخرج للترقي، وقتها التحق بهاء طاهر بالمدرسة السعيدية وكان مولعا بالتاريخ وفي هذه الفترة المبكرة التحق بالجمعية الجغرافية.