«الوثيقة».. قصة ورقة «الحكمة والعبرة» التي كتبها يوسف إدريس بخط يده
"الوثيقة" اليوم الخميس، هي إحدى الورقات التي خطها الأديب الكبير الدكتور يوسف إدريس بخط يده، والتي تتضمن كلمات تظل أمام عينيه لما فيها من حكمة وعبرة، ونشرت هذه المخطوطة للمرة الأولى في واحد من أهم وأجمل الأعداد الخاصة التي صدرت عن إدريس وخصوصا بعد رحيله، وهو عدد خاص صدر عن جريدة الأهرام في ملحقها الخاص الذي صدر في يوم الجمعة 4 مايو 2018.
والورقة أو "الوثيقة" كما هو مبين فيها الكلمات أو الحكم التالية:
"العقل بيدك أنت حين يتبخر"
"اللسان حين يفلت من الإرادة"
"والهدف الأعلى يبدأ صباح كل يوم بسؤال: ما خطة اليوم؟"
"أنت قادر- أنت أكبر- اعمل الإرادة- دائما حقق"
"الموت حياة بلا حسم"
"لا تمت- لا تعش بيننا- لا تنس".
يذكر أن يوسف إدريس من مواليد قرية "البيروم" بمحافظة الشرقية، ولد في 19 مايو من عام 1927، في صغره كان مغرم بعلوم الكيمياء ويحلم بأن يصبح طبيبا، وقد دفعه ذلك للتفوق والالتحاق بكلية الطب.
جاء في فترة الخمسينيات والستينيات، فترة الزخم الثقافي الأكبر في تاريخنا الحديث، جاء للقصة بعد أن ثبَّت الكثيرون أقدامهم، كيحيى حقي وأمين يوسف غراب وغيرهما الكثير، جاء بنرجسيته المعهودة فحمل راية القصة القصيرة وسار بها أبعد مما ظن أحد، وتركت أقدامه آثارًا لا يمكن أن تُمحى؛ فما خَلَّفه يوسف إدريس لن يزول مع الأيام.
وكان يوسف إدريس كبيرًا منذ لحظة الميلاد، فمَن غيره قدم عملَه الأول عميدُ الأدب العربي د. طه حسين؟! بل هو الوحيد الذي انتصر على العميد حين كتب عنوان مجموعته الأولى «أرخص ليالي» كما ينطقها العامة لا كما يقرؤها العميد في قاعة المحاضرات! ولأن أغلب مَن كتبوا عن القرية كتبوا من وراء لوح زجاجي، من شرفة «العمدة»، دون أن تتسخ ملابسهم، أما هو فقد كتب «الحرام» و«العيب» و«النداهة» من تراب الأرض، لذا لم يكن غريبًا أن يراه الأبنودي رجلًا من «صياغة الطبيعة»!