أطباء يوضحون أسباب «صديد البطن» لـ فاطمة كشري بعد إجراء عملية جراحية

عملية فتاق كانت سبباً لأن تنقلب بعدها حياة الممثلة فاطمة كشري رأساً على عقب، وذلك كما صرحت به الممثلة بنفسها عبر لقاء مصور لها مع إحدى الصحف بعد إجرائها لهذه العملية.

قالت الممثلة خلال الفيديو بأنها شعرت بورم كبير في بطنها إثر اجراء عملية "الفتاق"  لتعود مجدداً مرة أخرى للطبيب الذي أجرى لها تلك العملية فينبئها أن داخل معدتها صديداً ويجب تنظيفه، ومن أجل ذلك قام بتركيب بعض الأجهزة بجسدها، والتي من شأنها العمل على سحب هذا الصديد،  إلا أن آلام الشعور بورم في البطن عاودتها مرة أخرى، لينبئها الطبيب المعالج بضرورة الفتح مرة أخرى لسحب الصديد، وبالفعل ذلك ما تم، لتخرج فاطمة بعد ذلك من المستشفى تستغيث للمرة الثالثة من ذات الآلام، قائلة "انا عايزة أعرف سبب الصديد في البطن، ياريت تشوفوا لي دكتور أشطر يعرف أنا عندي إيه؟ ويعالجني منه".

جدير بالذكر أنه قد تداولت بعض الأقاويل لم يثبت صحتها إلى الآن، عن إمكانية وقوع خطأ طبي في عملية "الفتاق" التي أجرتها فاطمة وقع نتيجة نسيان الطبيب شاشاً داخل المعدة، وهو ما تسبب في حدوث ذلك الصديد.

بحثت "الدستور" عن أسباب تكون صديد البطن، وخطورة هذا الصديد على حياة المريض، وذلك من خلال تواصلنا مع بعض أطباء جراحة الجهاز الهضمي والمناظير.

مدرس أمراض باطنة وكبد بكلية طب القصر العيني: خراج "صديد" البطن قد يؤدي إلى غرغرينة ثم الوفاة

 
الدكتور أحمد يوسف مدرس أمراض باطنى وكبد بكلية طب القصر العيني، أوضح لـ"الدستور" أنه في حال حدوث الشعور بالورم بعد إجراء العملية الجراحية "مثلما حدث مع فاطمة كشري" فهذا يرجح أن يكون سببه حدوث خطأ ما أثناء اجراء العملية الجراحية ذاتها، أي أنه في الغالب أمر يسأل عنه الفريق الطبي الذي قام بإجراء العملية، وتابع أنه للتأكد يجب اجراء أشعة مقطعية على منطقة البطن، والحوض للكشف الدقيق على  الحالة ومعرفة السبب وراء هذه الآلام.

أما عن خطورة الصديد داخل البطن، أكد يوسف أنه أمر في بالغ الخطورة، موضحاً أنه قد يسبب تجماً صديدياً، ومن ثم بعد ذلك قد يصل الأمر إلى حدوث غرغرينة في البطن والتي قد تؤدي إلى الوفاة.

أستاذ الجراحة بطب عين شمس: أشعة على البطن والحوض أولى الإجراءات التي يجب أن تتخذ

الأمر ذاته أكده الدكتور ابراهيم عبد النبي أستاذ الجراحة بطب عين شمس، موضحاً أن في حال وجود صديداً بالمعدة فتعد أولى الإجراءات التي يجب اتخاذها هو عمل آشعة مقطعية على منطقتي البطن والحوض، وذلك من أجل كشف أسباب هذا الصديد، مضيفاً انه يجب على الفور إزالته سواء باستخدام أجهزة خارجية، أو بإجراء جراحي، بالإضافة الى تناول المضادات الحيوية اللازمة.

استشاري بمستشفى حميات العباسية: يجب ألا نخلط بين الخطأ الطبى الجراحى والمضاعفات الجراحية

وعن بعض الأقاويل عن أن الطبيب الذي أجرى لفاطمة كشري عملية "الفتاق" قد أخطأ ونسي شاش أو فوطة داخل بطنها، وهي ما تسببت لها بذلك يقول دكتور عثمان السوداني استشاري بمستشفى حميات العباسية أنه يجب ألا نخلط بين الخطأ الطبى الجراحى و المضاعفات الجراحي، موضحاً انه قد يكون هذا العرض هو نتيجة مضاعفات طبية وليست خطأ بشرياً، مشيراً إلى أنه لا يخلو العمل الجراحي من الأخطار والمضاعفات، كما أن التقدم الجراحي في فروع الطبّ لم يتوصّل بعد إلى إلغاء احتمال حصول هذه المضاعفات كليًا. 

ومن هذا المنطلق، تابع عثمان أن الأطباء يتبعون منهجًا واضحًا يقتضي التحضير المسبق والكامل للعملية الجراحية مهما كان نوعها، فإجراء الفحوصات المخبرية والتصويرية قبل العملية، وزيارة طبيب التخدير قبل أربع وعشرين ساعة على الأقلّ من موعد الجراحة، وإبلاغ الطاقم الطبي بالتاريخ الصحيّ الكامل وبالحساسية تجاه الأدوية، كلها خطوات تهدف لإلغاء فرصة حدوث مضاعفات جراحية.
كما أكد عثمان أن مسألة البحث في مسؤولية الطبيب عن أخطائه المهنية دقيقة جدًا، فليس من المقبول إطلاق التهم جزافًا،  لذلك يجب أن تنطلق المسألة من التوفيق بين مصلحة الجسم الطبي من ناحية ومصلحة صحة الإنسان والمجتمع من ناحية ثانية، من دون وضع مهنة الطب تحت سيف الملاحقة والمسؤولية بشكل يؤدي إلى منع تقدمها وتطورها، وهذا يفرض الإقرار بمبدأ مسؤولية الطبيب عن أخطائه الطبية ووضع الأسس والشروط الواضحة لهذه المسؤولية.

جدير بالذكر أن الخراج هو ذلك التجمع من السوائل داخل تجويف معين في منطقة ما من الجسم، وهذه السوائل عادة ما تكون مزيجًا من خلايا التهابية ميتة، أو خلايا التهابية توشك أن تموت، وكذلك سوائل بروتينية تنتجها بعض خلايا الجسم للقضاء على طفيليات معينة.

وقد يستقر خراج البطن في منطقة ما من طيات الأمعاء، أو قد يظهر في داخل أحد أعضاء البطن أو في محيطها في منطقة ما من التجويف البطني، لا سيما الكلى، والطحال، والكبد، وغدة البروستاتا، والبنكرياس.

ومن بين أسبابه الإصابة بالتهاب في الحوض، أو البنكرياس، أو المبيض، أو المرارة، وعوامل أخرى، مثل تمزق المبيض، والتعرض لحادث، وضعف جهاز المناعة.

وكانت بداية إصابة فاطمة كشري بهذ الصديد  البطن أثناء تصويرها لبعض مشاهدها في مسلسل «ضل راجل» بطولة الفنان ياسر جلال، حيث تحاملت علي نفسها بسبب رغبتها في العمل، واتضح خاجتها لاجراء عملية فتاق، أصيبت من بعدها بذلك الصديد، لتعيش حالياً كشري بآلام شديدة في بطنها غير محتملة تشعر معها بالعجز وبعدم القدرة على الحركة، على الرغم أن ذلك هو عكس طبيعتها التي تحب الحركة والعمل.