زهرة العلا تروي قصة تعارفها على زكي طليمات في الإسكندرية
روت الفنانة زهرة العلا حكايتها مع التمثيل وتفاصيل عن حياتها الشخصية خلال حوار معها نشر في مجلة "الكواكب"، وكان من أبرز التفاصيل التي تحدثت عنها قصة تعرفها على الفنان زكي طليمات في غارة جوية بمحافظة الإسكندرية.
قالت زهرة": "أيام الحرب العالمية الثانية، كنت لا أزال صغيرة، وكانت دول المحور لها غارات شديدة مركزة فوق الإسكندرية، ورغم سني الصغير كنت شغوفة بمشاهدة أفلام السينما وحضور المسرحيات التي تعرضها الفرق المسرحية التي تأتي للإسكندرية، وتصادف أن زارت الفرقة الحكومية الإسكندرية وقررت أن تقصر حفلاتها على (الماتينيه) نظرًا لما كان يسود المدينة من ظلام دامس سببه الحرب والخوف من الغارات".
وتابعت: "ذهبت لأشاهد مسرحية (الملك لير)، وكان المدير الفني للفرقة أيامها هو زكي طليمات، ولم يكد الستار ينسدل على الفصل الأول من المسرحية حتى ضربت صفارات الإنذار إيذانًا بغارة جوية، وتسارع الناس يهربون إلى المخابئ في خوف، بينما بقيت أنا أراقب الممثلين والممثلات وقد أصابهم ذعر شديد، وأذكر أنني صحت فيهم: (أنتم خايفين من إيه.. يلا مثلوا)".
وأردفت: "ولفت نظر زكي طليمات فاستدعاني وجلس معي يسألني عن اسمي ويستفسر عن سر وجودي بالمسرح وأين والدي ومثل هذه الأسئلة التي يسألها المرء لطفلة أثناء غارة جوية، إلا أنني أفلحت في أن أجعل زكي طليمات ينسى الغارة الجوية والقنابل المتفجرة، وزمجرة المدافع المضادة ويمضي ينصت إليَّ وأنا ألقي أبياتًا من الشعر التمثيلي وأقلد الكثير من الممثلين، وشعرت بإعجابه عندما ربت على كتفي قائلًا: (أرجو أن يكسبك الفن في المستقبل)".
وأكملت: "ومضت الأيام، وانتقلنا من الإسكندرية إلى القاهرة هربًا من الغارات الجوية، ثم آليت أن اتقدم إلى امتحان معهد التمثيل، خاصة بعد أن عرفت أن زكي طليمات هو مدير المعهد، وأمام لجنة الامتحان، وكان زكي طليمات أحد أعضائها، وألقيت نفس الشعر الذي ألقيته أمامه في الإسكندرية، كنت أظن أنها سوف تذكره بي، ولكن هذا لم يحدث".
وواصلت: "وانتظمت في الدراسة بالمعهد بعد نجاحي في امتحان القبول، وذات يوم سألني زكي طليمات إن كنت اشتغلت بالتمثيل من قبل، وكدت أذكره بلقائي الأول معه في الإسكندرية أثناء الغارة، إلا أن شيئًا منعني عن ذلك الحدث فنفيت انشغالي بالتمثيل".
واستطردت: "أيام حرب فلسطين حدثت غارة جوية على القاهرة، ولجأت إلى أحد المخابئ، وصورني أحد المصورين داخل المخبأ، وظهرت صورتي مبتسمة أثناء الغارة، ولم يلبث أن جائني أحد المخرجين يحمل المجلة بين يديه قائلًا إنه صمم على أن يعطيني دور البطولة في فيلمه القادم بعد أن شاهد صورتي التي التقطت لي أثناء الغارة، وكنت وجهًا جديدًا في الفيلم
ارتبطت زهرة العلا بابن صديقها وتمت الخطوبة، ولكن قصة الشعر التي اشتهرت بها في بداية حياتها الفنية كانت سببا في فسخ الخطوبة، والحكاية ترجع لطفولتها.
كان هناك صديق لوالد زهرة العلا اتفق مع والد الاخيرة على أن تكون الابنة زوجة لولده حين تكبر، ووافق الأبن ومن هنا عرف الجميع أ، زهرة العلا مخطوبة منذ صغرها، ورغم أن خطيبها لم يبد أي اعتراض على عملها الفني واستمرارها في المعهد الفني، إلا أنه اعترض على قصة شعرها وفسخ الخطبة.
أما تفاصيل الواقعة فترجع إلى أن أحد المخرجين الذي شاهدها وعرض عليها الدور الثاني بفيلم يقوم بإخراجه طلب منها قص شعرها، ورغم حزنها على قص الشعر إلا أنها كانت تخشى ردة فعل خطيبها أكثر من حزنها على شعرها.
وعندما عادت إلى المنزل كانت مفاجأة أنها وجدت خطيبها في البيت، والذي رفض الاستماع إليها وصاح قائلًا: «إذا ما كانش شعرك يطول حالًا تعتبري الخطوبة مفسوخة»، فأحست زهرة بالإهانة، وثارت لكرامتها وقالت له: «أنت حر أعمل اللي يعجبك»، فانتهي الأمر بينهما وفسخت الخطبة، كما وقعت مشادة بين المنتج والمخرج منذ التجارب الأولى، وانتهى الأمر بينهما إلى إلغاء الفيلم كله.