"الأهرام": مصر وإسبانيا تتمتعان بعلاقات تاريخية وطيدة وتتفقان حول كثير من القضايا الإقليمية
«الأهرام»: مصر وإسبانيا تتمتعان بعلاقات تاريخية وتتفقان حول كثير من القضايا الإقليمية
أكدت صحيفة "الأهرام"، أن مصر وإسبانيا تتمتعان بعلاقات تاريخية وطيدة، وتتفقان في الرؤى حول عدد كبير من القضايا الإقليمية والدولية، فضلًا عما تمثله العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين من أهمية كبرى لكل منهما، خاصة في ظل تشابه البلدين في أن كلا منهما يعتبر "بوابة" استراتيجية مهمة للقارة التي ينتمي إليها، فإسبانيا هي بوابة أوروبا بحكم الموقع الجغرافي، وبحكم ثقلها في الاتحاد الأوروبي، بينما مصر هي البوابة التقليدية والرئيسية لإفريقيا بالنسبة للأوروبيين.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادرة، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "مصر وإسبانيا.. مصالح مشتركة"، إلى أن الاتصال الذي تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، جاء ليؤكد متانة هذه العلاقات، وإصرار البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق بينهما، سواء فيما يتصل بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، أو فيما يتعلق بزيادة التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين في شتى المجالات.
ونوهت الصحيفة إلى أنه فضلًا عن الروابط التاريخية، فإن إسبانيا من بين الدول التي تتمتع بميزات كبيرة في قطاعات كثيرة، وبخاصة تلك التي تولي بها الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا هذه الأيام، مثل مجال الرعاية الصحية، ومجال النقل والشحن البحري ومجال الطاقة المتجددة، فضلًا عن تشجيع الشركات الإسبانية على الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، وبخاصة في المشروعات القومية الكبرى، علمًا بأن حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين يبلغ حاليًا نحو 2.5 مليار يورو.
وشددت "الأهرام" على ضرورة عدم نسيان أيضًا ما تتمتع به إسبانيا من خبرات في قطاع السياحة، الذي يعد أحد أهم موارد الدخل القومي بالنسبة للاقتصاد المصري، والذي بدأ في استعادة عافيته بالفعل بعد فترة ركود طويلة فرضتها جائحة كورونا على العالم بأكمله.
ووفقًا للصحيفة، ففي المقابل فإن إسبانيا في حاجة ماسة إلى مصر، للتعاون معها في كثير من المجالات التي تهم حكومة مدريد والقارة الأوروبية بأكملها، مثل ضرورة إرساء دعائم الاستقرار في منطقة قضية التسوية السياسية في ليبيا، وأيضًا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والحد من الهجرة غير المشروعة، وكلها ملفات وقضايا متداخلة ومتشابكة، وتحتاج إلى كثير من التعاون والتنسيق بين بلدان المنطقة بشكل عام، وليس بين مصر وإسبانيا فقط.
وذكرت صحيفة "الأهرام"، أنه قبل محادثات السيسي- سانشيز، كان آخر اتصال رفيع المستوى بين البلدين قد تم خلال زيارة وزيرة خارجية إسبانيا أرانشا جونزاليزا لايا لمصر في 17 أكتوبر الماضي، وقد بحثت خلالها مع وزير الخارجية سامح شكري معظم هذه القضايا، ووقعا مذكرة تفاهم لدعم التعاون المشترك بين البلدين، كما ناقشا خلالها أيضًا عددًا من الاتفاقيات المقترحة في عدة مجالات، ومن بينها مقترح اتفاقية لتبادل المجرمين الهاربين.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأن: "اتصال أمس يؤكد أنه ما زالت هناك آفاق واسعة جدا للتعاون بين البلدين الكبيرين والصديقين، بما يحقق المصالح المشتركة".