يوسف نبيل عن أحدث ترجماته: محاولة شائقة للنظر إلى الحب
عن مكتبة المتنبي للنشر بالسعودية٬ تصدر قريبا أحدث ترجمات يوسف نبيل٬ لكتاب "معني الحب"٬ للفيلسوف الروسي فلاديمير سولوفيوف٬ الذي التقى في محاضرته تولستوي ودوستويفسكي دون أن يعلم أي منهما شيئًا عن حضور الآخر.
وكشف يوسف نبيل لــ"الدستور" ملامح عمله الجديد ٬ مشيرا إلي أن الكتاب يتضمن خمس مقالات نشرها الفيلسوف الروسي الشهير في مجلة "قضايا الفلسفة وعلم النفس" خلال الفترة الممتدة بين 1892 – 1894. واصفا هذه المقالات بأنها أروع ما كُتِب عن الحب.
يحاول سولوفيوف في هذا الكتاب أن يسلك طريقًا معقدًا، يثبت أن الحب الجنسي بين الزوجين هو أحد أهم وسائل خلاص البشرية، ورغم أنه يتناول هذا الجانب من الحب، لكنه يبدو في كتابته روحيًا للغاية، يصل بهذا الحب في النهاية إلى أنه صورة للوحدة الكلية الأبدية.
وتابع: فلاديمير سولوفيوف فيلسوف وناقد أدبي روسي. وُلد في عام 1853، وتوفي في 1900، وهو أحد أعلام الفلسفة الروسية، ارتبط اسمه بحادث شهير لا يُنسى؛ وهو اللقاء الوحيد بين قطبي الرواية الروسية: ليف تولستوي – فيودور دوستويفسكي، حيث كان الشاب يلقي محاضرة في عام 1878، حضرها الروائيان الكبيران دون أن يعرف كل منهما بوجود الآخر، وانصرفا دون أن يتحدثا، ومرت الفرصة الوحيدة التي جمعت بينهما في مكان واحد دون حديث مشترك.
نال سولوفيوف درجة الدكتوراة في الفلسفة عن الأطروحة التي قدَّمها بعنوان نقد المبادئ المجرَّدة قبل إلقاء هذه المحاضرة بعام واحد، وقد كرّس رسالته لنقد كثير من مدارس الفلسفة الغربية التي لن تؤدِّي من وجهة نظره إلا إلى العدمية والعبث.
كان سولوفيوف – رغم صغر سنه – صديقًا لدوستويفسكي، ويرى بعض النقاد أنه قد أصقل بعض أفكار الأديب الكبير برؤاه الفلسفية؛ خاصة في رواية الأخوة كارامزوف التي نُشرت بعد سلسلة المحاضرات التي ألقاها سولوفيوف وحضرها دوستوفسكي، بل ذهب البعض إلى أن إيفان كارامازوف كان تجسيدًا من بعض النواحي لشخصية سولوفيوف، بحدة ذهنه وتوقد ذكائه.
تتلمذ الفيلسوف الروسي الشهير على أفكار سولوفيوف، وقد تُرجمت بعض كتب بيرديايف إلى العربية، وإن كانت أغلب هذه الترجمات عن لغات وسيطة، وسط غياب واضح لترجمات الأعمال الفكرية الرئيسة للفلاسفة الروس.
وأردف يوسف نبيل: دفعني ذلك إلى الاهتمام بترجمة أهم الأعمال الفكرية الروسية، وفكرت أن أبدأ ذلك في مجال الفلسفة بسولوفيوف، حيث إنه واحد من أهم وأشهر الفلاسفة الروس، وبالرغم من ذلك لم يُترجم له شيء إلى العربية على حد علمي.
كتاب "معنى الحب" صغير الحجم، عميق المغزى، وهو محاولة شائقة للنظر إلى الحب الجنسي بصورة مختلفة تمامًا عن النظرة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ولا تزال. يكفي أن نضع في الاعتبار ما كتبه ليف تولستوي في تلك الفترة وما بعدها عن هذا الموضوع، حيث أعرب عن آراء مناقضة تمامًا لما توصل إليها سولوفيوف.
واختتم يوسف نبيل: أرجو أن تكون هذه المحاولة الترجمية لكتاب صغير الحجم، كبير الأهمية، موفقة، حيث أن لغة الكتاب تطلبت مناورات لا حصر لها بسبب صعوبتها اللغوية الشديدة وتشابك الأفكار. حاولت بقدر الإمكان تفادي هذه المشكلات وتقديم لغة مناسبة لأسلوب الكتاب.