«مقتنيات الإمام».. مخطوطات نادرة بخط يد محمد عبده للبيع في مزاد بريطاني
عرض مزاد "سوذبي" البريطاني للمزادات عبر موقعه الرسمي ثلاث مخطوطات هامة عبارة عن صور فوتوغرافية غير مسجلة للإمام ورائد الإصلاح الديني محمد عبده (1849_ 1905)، جنبًا إلى جنب مع مجموعة جديدة من كتاباته المطبوعة وأعماله المرجعية.
وكشف الموقع في بيان له، أن المجموعة الأولى من مخطوطات الإمام محمد عبده في الغالب باللغة العربية، بما في ذلك ترجمة عربية للكتب الثلاثة الأولى لجمهورية أفلاطون، ومقال قصير بعنوان (الأمثال وما ياجرا ماجرها من لوازيم الدؤرات في الاستقلال)، إضافة إلى مخطوطة أخرى باللغة العربية عبارة عن 10 صفحات، مكتوبة بخط أنيق بالحبر الأسود والأرجواني، تتضمن علي عبارات فرنسية بقلم الإمام محمد عبده مع ترجمات عربية بين السطور، إضافة الي ألواح من القماش الأسود تعود للقرن التاسع عشر.
وأوضح الموقع، أن المجموعة الثانية من مقتنيات الإمام تتضمن علي مخطوطة باللغة العربية في مواضيع مختلفة، بما في ذلك ملاحظات عن الهوية، والأسرة، والمجتمع، والجنس، والإنسانية، والتاريخ، والحرب، والتقاليد، والصناعة، والتعليم، والعمل، والتجارة، تعود الي أواخر القرن التاسع عشر/ أوائل القرن العشرين]، من 4 إلى (230 × 180 ملم) يبلغ عدد صفحاتها 50 صفحة، إضافة إلى مخطوطة عربية أنيقة بالحبر الأسود، مكتوبة بقلم رصاص، قطعة قماش حمراء مقطعة، وبعض الصفحات منزوعة.
وأشار موقع "سوذبي" للمزادات، إلى أن المخطوطتان أعلاه محفوظتين داخل صندوق أخضر من القماش عليه ملصق مغربي أحمر.
أما المجموعة الثالثة من مخطوطات الإمام محمد عبده هي عبارة عن جدول مخطوطات باللغة العربية للأحداث التاريخية ذات الترتيب الزمني / المقارنة المتعلقة بفلسطين والأرض المقدسة من 4000 قبل الميلاد و حتى 780 قبل الميلاد، تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر / أوائل القرن العشرين، وهى عبارة عن 9 صفحات يبلغ مقاس الصفحة بها (330 × 220 مم)، إضافة إلي (صحائف مفكوكة)، ومخطوطة بالحبر الأسود باللغة العربية، وبعضها مجعد ومقطع إلى حواف الأوراق.
الإمام محمد عبده، ولد في شبشير بطنطا، محافظة الغربية، ونشأ في محلة مصر في شبراخيت في محافظة البحيرة، وهو من أبرز الفقهاء المصريين، ومن مؤسسي النهضة المصرية الحديثة، ومن كبار الدعاة للتجديد والإصلاح والتنوير، كما اشترك في الثورة العرابية.
أرسله والده إلى الكتاب حتى يتعلم، ثم أرسله إلى جامع السيد البدوي في طنطا لكنه لم يستطع أن يتجاوب مع المقررات الجامدة التي درسها، وفي عام 1865 ذهب إلى الأزهر، وحصل على شهادة العالمية سنة 1877، وعمل مدرسا بالأزهر ودار العلوم والألسن.
كتب الإمام محمد عبده العديد من المقالات في الصحف، كما تأثر بأفكار الشيخ حسن الطويل وبأفكار جمال الدين الأفغاني.
بعد تولى الخديوي محمد توفيق حكم مصر، وبقى رياض باشا رئيسا للنظار أمر بتولي الإمام محمد عبده رئاسة تحرير صحيفة "الوقائع المصرية"، وعندما اندلعت الثورة العرابية اشترك محمد عبده بها، وصدر قرار بنفيه الى بيروت، ونشر وقتها مقالاته فى مجلة "العروة الوثقى" ضد الاستعمار والطغيان والتخلف.
بعد محاولات سعد زغلول والأميرة نازلي ومختار باشا لإصدار عفو عنه صدر عفو عن الإمام وعادي الي مصر سنة 1889 وتم تعيينه قاضى الهى في محكمة بنها، واتنقل بعدها إلى لزقازيق، ثم جاء إلى محكمة عابدين.
بعد وفاة الخديوي توفيق سنة 1892، وتولي الخديوي عباس حلمي الثاني مقاليد الحكم، استطاع الإمام قدر محمد عبده أن يقنع عباس حلمي بخطته لإصلاح الأزهر، والأوقاف، والمحاكم الشرعية، وفي سنة 1895 تم تعيينه مستشاراً في محكمة الاستئناف، وفي سنة 1899 عُين مفتى مصر، ثم توترت علاقته بالخديوي، وبدأت الدسائس ضده حتى استقال من الأزهر سنة 1905، وهو ما تسبب في مرضه حتي توفى في الإسكندرية في11 يوليو سنة 1905.
من أشهر مؤلفات رائد التنوير الإمام محمد عبده: "رسالة التوحيد، والإسلام والنصرانية مع العلم و المدنية".