حقن أراضي الدلتا الجديدة بـ«السلت والطين» لزيادة خصوبتها وتوفير المياه
قال الدكتور عبد الله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء، إن مشروع الدلتا الجديدة يعد من أهم المشروعات التنموية الزراعية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لزراعة واستصلاح أكثر من مليون فدان وتهدف إلى سد العجز في الفجوة الغذائية مقابل الزيادة السكانية المضطردة في ظل محدودية الموارد المائية في مصر.
وأضاف "زغلول" في تصريحات الأربعاء، أن مشروع الدلتا الجديدة العملاق يواجه تحديات كبيرة أولها أن طبيعة الأرض في منطقة الضبعة ذات قوام رملى ضعيف البناء تربة وتعتمد بشكل أساسي فى الرى علي المياه الجوفية بجانب أنه من المستهدف إنشاء محطة معالجة مياه ثلاثية وكلاهما موارد محدودة يجب الحفاظ عليهما لضمان استدامة المشروع ونجاحه.
وأوضح رئيس المركز أن مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين يعد تحد جديد في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية لما يقوم به من دور فعال فى تحويل الأراضى الرملية ضعيفة القوام التى تهدر كميات كبيرة من مياه الرى والأسمدة الكيماوية المضافة إلى أراضى منتجة مع توفير كميات كبيرة من مياه الرى والاسمدة تشبه غلى حد كيير أراضي الوادي والدلتا.
ومن جانبه قال الدكتور علي عبد العزيز رئيس مشروع حقن التربة الرملية بالطين إنه مما لا شك فيه أن كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة الكيميائية المضافة تفقد بالتسريب العميق بعيدا عن منطقة انتشار الجذور وبالتالي لا يتثني للنبات الاستفادة منها وذلك لضعف قوام الأراضي الرملية وبالتالي تقل إنتاجيتها في ضوء محدودية الموارد المائية وإرتفاع أسعار الأسمدة الكيميائية.
وأضاف «عبدالعزيز»، إنه أصبح أمرا حتميا التدخل لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية لهذه الأراضي لزيادة قدراتها علي الأحتفاظ بمياه الري والأسمدة المضافة موضحا أن ذلك يتم من خلال تفعيل دور مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين الذي بدأ في عام ٢٠١٨ بعد دراسات مستفيضة منذ عام ٢٠١٣ .
وأوضح رئيس مشروع حقن التربة الرملية بالطين ان المشروع يهدف لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية مما يوفر من ٥٠- ٦٠% من كميات مياه الري المضاف وحوالي ٣٠- ٤٠% من الأسمدة الكيميائية المضافة وحوالي ٧٠% من الأسمدة العضوية المضافة وزيادة أنتاجية الفدان في المحاصيل الحقلية والخضر من ١٥-٣٠% .
وأشار «عبدالعزيز»، إلي إنه يتم حقن خامات السلت والطين بعد فصلها من خامات طبيعية من خلال خط الأنتاج قادر ١ الموجود بمركز البحوث التطبيقية بمركز تنمية موارد مطروح حيث نقوم بحقن السلت والطين لعمق منطقة أنتشار الجذور سواء في المحاصيل الحقلية والخضر وعمق حقن أخر لمنطقة أنتشار الجذور في حالة الأشجار والنخيل.
وأوضح إنه تم استصلاح العديد من الافدنة في عدة مناطق باستخدام هذه التقنية مثل مناطق (غرب المنيا – والصالحية الجديدة – محطة بحوث بالوظة بشمال سيناء ) وجميعها أعطت نتائج جيدة قابلة للتطبيق مشيرا إلي أنه بعد نجاح التقنية في تحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية خاض الفريق البحثي للمشروع تجربة فريدة في مطروح باستخدام تقنية الحقن بالطين المعالج في الأراضي المتدهورة بالملوحة والقلوية والتي تبلغ فيها نسبة كربونات الكالسيوم لأكثر من ٧٥% بجانب خواصها الرملية الضعيفة ،كما تم استصلاح العديد من الأفدنة في هذه المنطقة ذات التربة المتدهورة بالملوحة والقلوية باستخدام هذه التقنية وحقنها وإعادة زراعتها بمحاصيل الخضر الحساسة للملوحة والقلوية