«تبطين الترع».. حلول بديلة للتوسع في مشروعات المياه في مصر
شرعت الدولة في تنفيذ خطط استراتيجية تهدف إلى التنوع في مصادر الموارد المائية في مصر، وذلك من خلال إيجاد وحلول جديدة غير تقليدية لتقليل فاقد المياه من ناحية ومن ناحية أخرى للتوسع في موارد المياه.
وعلى مدار الفترة الماضية نفذت الدولة عدد من المشروعات القومية وعلى رأسها تبطين الترع التي تستهدف الحفاظ على الموارد المائية من الهدر لاسيما في ظل ثبات حصة مصر من المياه.
وأوضح المهندس محمد غانم المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري، أنه يجرى العمل على انجاز عدد من المشروعات القومية في هذا القطاع، وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى رأسها مشروعات تبطين الترع والمصارف.
وأشار المتحدث الرسمي إلى فائدة "تبطين الترع" فى زيادة عرض جسور الترع ، وهو الأمر الذى يسمح باستغلال المساحات المتوفرة في تحسين حالة الطرق المجاورة أو زراعة الأراضي، وإزالة التعديات على القطاع المائي.
تطهير الترع يحسن جودة الإنتاج الزراعي
وكشف أشرف جمال، مهندس زراعي، أنه من أجل تحسين جودة الإنتاج الزراعي في مصر وزيادة المحاصيل، فلابد من تطهير الترع والمصارف بشكل دوري ومستمر لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف في حديثه لـ "الدستور"، أنه في حال ري الأراضي الزراعية بالماء، دومًا ما تحتاج الأرض إلى التخلص من فائض المياه في المصارف، وهذا لا يمكن تحقيق سوى من خلال تطهير المصارف والترع لعملية.
تطهير الترع يسهل ري الأراضي الزراعية
أماعن أهمية تبطين الترع للمزارعين، فقد أكد يوسف سعد، مزارع بمحافظة المنيا، أن هناك أهمية كبيرة للمصارف والترع بالنسبة للزراعة، وذلك لأنها الوسيلة الوحيدة التي بواسطتها تصرف الأرض الزراعية المياه الزائدة عن الحاجة.
وأوضح "سعد" أن تطهير الترع يساهم في تسهيل عملية ري الأراضي الزراعية، فضلا عن إمكانية وسهولة تصريف المياه التي تفيض من الري إلى المصارف، حتى لا تتعرض الأراضي إلى الغرق ومن ثم هلاك وتلف المحصول الزراعي.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه مؤخرا، بالتوسع في المشروع القومي لتبطين الترع ضمن المشروعات التي تنفذها حياة كريمة، نظرًا للآثار الإيجابية التي ستنعكس على القطاعات الاقتصادية والبيئية في الدولة، ويستهدف إعادة تأهيل ورفع كفاءة الترع وتأهيلها بإجمالي طول 20 ألف كم على مستوى محافظات مصر.
وسائل حديثة للري
تستهدف الخطة الجديدة لوزارة الموارد المائية استحداث طرق جديدة للحصول على المياه وترشيد الاستخدام وتقليل الفاقد، فضلا عن التنمية والتوعية بخطورة إهدار المياه، باستثمارات ضخمة بغية تحقيق استراتيجية الأمن المائي المصري وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وبالفعل انتهت قطاعات وزارة الري من تنفيذ أعمال تأهيل وتبطين 1770 كيلو مترًا من المستهدف بطول 7,850 كيلو متر ضمن المرحلة الأولي وخاصة في 51 مركزًا تضم قرى مبادرة "حياة كريمة" التي تستهدف القرى الأقل دخلًا.
يجرى العمل على تنفيذ المشروع وفق مخطط تنفيذي حتى عام 2024، وقد خُصصت ميزانية مالية لتنفيذ المشروع بتكلفة إجمالية 68 مليار جنيه على مستوى محافظات الجمهورية، فيما تم الانتهاء من تأهيل 1128 كم، وجار تنفيذ 3122 كم، وجار السير في إجراءات البت والترسية لمسافة 2598 كم.
تبطين الترع يقل حجم المياه المهدرة سنويًا
ويرى حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن المشروعات القومية التي تجري الدولة تنفيذها خلال تلك الأيام، لاسيما مشروع تبطين الترع يعد أحد أهم المشروعات التي ستخدم قطاعي الموارد المائية والزراعي في مصر.
أوضح نقيب الفلاحين، في حديثه مع "الدستور" أن مشروع تبطين الترع يحافظ على الموارد المائية من الهدر، إذ سيقل حجم المياه المهدرة سنويًا في الترع والمصارف بعد الانتهاء من هذا المشروع.
وأشار نقيب الفلاحين أن التوجه العام للدولة حاليًا هو التنوع في مصادر المياه والحفاظ عليها، فضلا عن استحداث وسائل جديدة للري الحديث الذي يحافظ على الأراضي الزراعية وعدم غمرها بالمياه، مما يحافظ على المحاصيل الزراعية من التلف.
زيادة المحاصيل الزراعية
خلال عام 2020 حصدت مصر 660 مليون دولار من حجم صادرات المحاصيل الزراعية، لذا تسعي الحكومة حاليًا للعمل على زيادة الإنتاج الزراعي في مصر من 938.9 مليار جنيه إلى 1075.1 مليار جنيه، وذلك وفق مركز التجارة الدولي.
من المقرر أن يسهم المشروع القومي لتبطين الترع في تحويل الأراضي من الري بالغمر إلى الري الحديث، بإجمالي 516 ألف فدان من خلال وزارة الري، و504 آلاف فدان من خلال وزارة الزراعة خلال العام المالي 2020- 2021.