جامعة القاهرة نموذج للرقمنة الحقيقية في جامعات الجيل الرابع
تعمل جامعة القاهرة منذ تولي الدكتور محمد عثمان الخشت رئاستها في عام 2017 وحتى الآن، على تحقيق التحول الرقمي، حيث وضعت استراتيجية تقوم على تطوير فكر الهيكل المؤسسي والمعروف ب (Enterprise Architecture) لرفع القدرات الحقيقية والمؤثرة للجامعة، والتحول تدريجيًا من مرحلة الرقمنة ثم الميكنة للوصول إلى تحول رقمي حقيقي يظهر أثره بشكل مباشر على تطوير جميع الخدمات والإجراءات التي تقوم بها الجامعة.
ووضعت جامعة القاهرة خطة شاملة في سبيل التحول إلى جامعة ذكية متكاملة من جميع النواحي التعليمية والتطبيقية قائمة على التحول الرقمي، بتنفيذ العديد من الآليات على جميع المستويات، حيث نجحت الجامعة في التحول الرقمي على المستوى الإداري من خلال عدة إجراءات من بينها رقمنة التواصل الإداري وربط الإدارات المختلفة بالكليات الكترونيًا، وإنشاء قواعد البيانات والمعلومات ومواقع الكليات.
وتم إنشاء منصة جامعة القاهرة التعليمية الذكية Smart CU التي تُعد أكبر منصة ذكية للتعليم عن بُعد على مستوى جامعات العالم، وتتضمن مجموعة من الأنظمة المتكاملة من أهمها نظام Blackboardونظام الامتحانات Assessment Gourmet ونظام متكامل للمراجع العلمية والمواد التعليمية، ونظام Collaborate للاجتماعات والمؤتمرات، بالإضافة إلى أدوات تعليمية متعددة أخرى، وبرامج كشف الانتحال Plagiarism، وتم تدريب أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب ومسؤولي IT بالكليات على استخدام المنصة التعليمية الذكية من خلال الخبراء الدوليين، واطلاق العديد من الفيديوهات التوضيحية لشرح كيفية استخدامها، وتركيب نحو 800 شاشة تعليمية ذكية تفاعلية في جميع كليات الجامعة لتوظيفها في عملية التعليم الالكتروني، وامداد الكليات بـ40 ألف تابلت وفق أحدث المواصفات لاستخدامها في التدريس والامتحانات عن بُعد، كما أطلقت الجامعة مسابقة للتميز في التعليم والامتحانات عن بُعد لأفضل 10 طلاب في استخدام منصة الجامعة التعليمية.
وحدثت نقلة نوعية على أرض الواقع من خلال التوظيف الفعال للتقنيات الرقمية الحديثة، حيث قامت الجامعة بتطوير لوحة قيادة مركزية هي الأولي من نوعها، بما ساهم في الارتقاء وتسريع الخدمات التي تقدمها الجامعة، بالإضافة إلى تأسيس قاعدة بيانات موحدة وكود لكل طالب على مستوى جميع الكليات ليستخدمه في جميع خدماته على بالجامعة.
ونجحت جامعة القاهرة، في رقمنة العملية التعليمية عبر العديد من الخطوات، من بينها رفع 14 ألف مقرر دراسي إلكتروني على منصة الجامعة ومنصات الكليات وإتاحة التفاعل مع الأساتذة على كل منهما، وفصول افتراضية، وبرامج التعليم المدمج، لمواكبة عملية التحول الالكتروني، بالإضافة إلى إتاحة مجلات علمية إلكترونية والتواصل مع بنك المعرفة المصري، وتفعيل خدمة الواي فاي بالمكتبة المركزية الجديدة، وإنشاء قواعد بيانات ومعلومات، وفيما يتعلق بنظام الامتحانات تم تفعيل منظومة المراقبة والكنترولات والرصد والتصحيح إلكترونيًا، وتحويل مجمعي امتحانات إلى نظام الدراسة والاختبارات الاليكترونية من خلال تأهيل شبكة انترنت بهما، بالإضافة إلى انشاء أول مركز للاختبارات الاليكترونية بالقطاع الطبي.
وكانت جامعة القاهرة أول جامعة مصرية تعدل وتطور لوائحها وبرامجها الدراسية (1325 لائحة)، ونُظم دراستها، وامتحاناتها لتتلاءم مع نظام التعليم الإلكتروني. ونجحت في التحول من نظام التعليم المفتوح الي نظام التعليم المدمج منذ نهاية عام 2017.
كما كانت جامعة القاهرة أول جامعة نفذت مشروع التحصيل الإلكتروني للمصروفات وخدمات الطلاب بشكل مركزي وبرؤية شاملة تحت شعار "نحو حرم جامعي لا نقدي" على مستوي جميع الكليات مما أتاح لجميع الطلاب دفع المصروفات ورسوم الخدمات والمدن الجامعية من أي مكان وفى أي وقت من خلال التعاون مع وزارة المالية والبنوك وشركات الدفع والتحصيل الإلكتروني، مما أدى إلي زيادة كفاءة عمليات التحصيل، ومحاربة أشكال الفساد المتنوعة، وتوفير وقت وجهد الطلاب، والقضاء على طوابير الخزينة وشئون الطلاب التي كانت مصدرًا لمعاناتهم.
وفعلت الجامعة منظومة متكاملة للدفع الإلكتروني للمستحقات والمرتبات وجميع المعاملات المالية الخاصة بالجامعة، بما يعزز مفاهيم الحوكمة والشفافية في جميع التعاملات المالية، ويحقق دقة المعلومات وسهولة المراجعة والتحليل.
وقامت الجامعة بتفعيل الخدمات المميكنة والمترابطة، وتطوير منظومة صرف العلاج الطبي وربطها بكل من منظومة التحصيل الإلكتروني وقواعد البيانات الموحدة، لإتاحة خدمات ميسرة للمستفيدين، ومحاربة أوجه الفساد المتنوعة في المنظومة، وترشيد موارد الجامعة.
وبدأته منذ فترة جامعة القاهرة في تطوير البنية التحتية التكنولوجية بكلياتها واداراتها ومدنها الجامعية، ورصدت 500 مليون جنيه لذلك، بما يؤهلها للانطلاق إلى عالم الجامعات الذكية في عدة جوانب، من بينها ربط جميع مباني الجامعة بكابلات الألياف الضوئية فائقة السرعة، وإعادة تخطيط الشبكات اللاسلكية على مستوي الجامعة، وتطوير منظومة التأمين الخاصة بالشبكات والتطبيقات، ورفع قدرات الخوادم وأجهزة المحولات الشبكية الرئيسية في الجامعة، وتطوير إجراءات التشغيل والمتابعة، بالإضافة إلى تجهيز وتغطية جميع مباني المدن الجامعية بشبكة انترنت لاسلكي سريعة، ولا يزال العمل مستمرا على قدم وساق من أجل استكمال هذه المنظومة في صراع مع الزمن. علاوة على الانتهاء من إدخال منظومة كاملة لمشاهدة القنوات الفضائية بجميع الغرف، من خلال تركيب 4770 شاشة وريسيفرات وأطباق استقبال بها.
وقامت الجامعة بتطوير الخدمات والمواقع الإلكترونية برؤية جديدة تمثلت في التكامل بين النظم والخدمات لتحقيق القيمة المضافة من الخدمات الإلكترونية في عدة محاور، منها بوابة الخدمات الإلكترونية، والتدريب والاختبارات الإلكترونية، وميكنة المكتبات وتطبيقاتها، وتطوير وربط نظم المعلومات الإدارية.
ونجحت جامعة القاهرة في تقديم التعاملات الخدمية والتعليمية والتدريبية الكترونيًا في العديد من الجوانب، من بينها فتح باب التحويل أمام الطلاب إلى كليات الجامعة الكترونيًا للعام الدراسي الجديد 2020/2021، من خلال البوابة الالكترونية لخدمات طلاب علي الرابط https:/eservices.cu.edu.eg، التي توفر خدمات إدارية وتعليمية لجميع طلاب جامعة القاهرة بمرحلتي البكالوريوس أو الليسانس والدراسات العليا، وتتيح التواصل بين الهيئات التعليمية والإدارية بالجامعة، واستقبال طلبات تسكين الطلاب المغتربين بالمدن الجامعية الكترونيًا.
كما أطلقت موقعا إلكترونيًا خاصًا بالتقدم الإلكتروني للتربية العسكرية في ظل الوضع الحالي الخاص بفيروس كورونا المستجد وذلك تسهيلًا على الطلاب في تأدية الخدمة كونها ضرورة إلزامية للتخرج، وتم ربط الموقع بقاعدة البيانات المركزية للجامعة لضمان دقة بيانات الطلاب المسجلين بالدورات التدريبية في التربية العسكرية حيث يتم كتابتها آليًا من قاعدة البيانات، بما يؤدي لتكامل ملف الطالب الالكتروني بالجامعة.
ونظمت الجامعة العديد من المسابقات الثقافية والفنية لطلابها online في عدة مجالات بجوائز مالية قيمة لتحفيز الطلاب وصقل مواهبهم الإبداعية ودعم روح التنافس بينهم واختيار أفضل العناصر للاشتراك في المسابقات الداخلية والخارجية، وذلك في إطار اتباع جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا المستجد.
ووضعت جامعة القاهرة خطة شاملة لإدارة العملية التعليمية منذ بداية أزمة فيروس كورونا، بتحديد طرق وآليات تضمن سلامة وصحة منتسبي الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وعاملين، من خلال استكمال الدراسة عن بعد باستخدام النظم الالكترونية، ضمن خطة الجامعة للتحول إلى جامعة ذكية من الجيل الرابع وتقديم خدماتها التعليمية إلكترونيا باستخدام التطبيقات المختلفة للتعليم عن بُعد، وخصصت الجامعة ملايين الجنيهات لدعم الكليات للتحول إلى التعليم الإلكتروني والدراسة عن بعد باستخدام برامج وتطبيقات عالمية من خلال رفع المقررات الدراسية الخاصة بكل كلية الكترونيًا على موقع الجامعة والمواقع الإلكترونية للكليات، وإتاحتها للطلاب بمرحلتي البكالوريوس والليسانس سواء بنظام الفصلين الدراسيين أو الساعات المعتمدة.
وفيما يتعلق بالدراسات العليا نجحت الجامعة في إجراء مناقشات الخطط المقدمة للتسجيل لدرجات الماجستير والدكتوراه من خلال عقد السمينارات بكليات الجامعة ومعاهدها Online باستخدام وسائل التواصل الالكتروني، وبما يحقق فكرة التواصل والمناقشة والشفافية وتحقق المقصد العلمي.