«شاركت بفيلم واحد في لبنان».. حكاية الفنانة نور الهدى التي خافت من أم كلثوم
أمضت الفنانة نور الهدى عشر سنوات من العمل في السينما المصرية، وغنّت ألحاناً لكبار الموسيقى العربية عانت بدايات صعبة، فواجهت العديد من العقبات التي عزاها كثيرون إلى غيرة بعض الفنانات المصريات، من هذه المرأة الآتية من بيروت لتسرق منهنّ بريق الشهرة.
كثرت الشكاوى ضد نور الهدى من غريماتها ليلى مراد ورجاء عبده التي تحركت ضدّها بإيعاز من أم كلثوم حسب كلام نور الهدى في مقابلة صحفية أجريت عام بمجلة "الشبكة" اللبنانية 1991 وكانت النتيجة المماطلة في تجديد إقامتها.
أجبرت نور الهدى على أن تتعهد خطياً بعدم إقامة أي حفلة في مصر، وعدم المشاركة إلا في فيلمين في السنة كحد أقصى، إذا أرادت أن تبقى في مصر وهو ما دفعها لأن توجه عام 1956 رسالة إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر عبر مجلة "الشبكة".
كتبت نور الهدى: "الإجراءات التي فرضتها قوانين الرقابة المصرية الصارمة علينا، نحن أهل الفن في لبنان وسوريا، باتت تتنافى وروح الثورة التي من أسسها تقوية العلاقات الأخوية الطبيعية بين مصر وكل قطر عربي".
وأضافت: "لماذا يا سيدي الرئيس يفرض عليّ أن أتوجه بكتاب إلى وزارة الداخلية في القاهرة لتوافق على منحي سمة الدخول إلى مصر، ولا يفرض لبنان بالمقابل سوى طلب بسيط تتقدم به الفنانة المصرية إلى سفارتها في القاهرة لا لوزارة داخلية لبنان؟"
نور الهدى لم تتزوج وقد أعربت مراراً عن ندمها على عدم الزواج والإنجاب طوال حياتها. وقد رحلت يوم 9 يوليو عام 1998.
يذكر أن نور الهدى ممثلة ومطربة لبنانية، ولدت في تركيا عام 1924، أحبت الموسيقى منذ الصغر، تعرفت على الفنان يوسف وهبي خلال أحدى زياراته للبنان، وأعجب بموهبتها، ووقعت عقداً معه بمدة 5 سنوات، وانتقلت إلى القاهرة بصحبة والدها، وظهرت للمرة الأولى في فيلم (جوهرة) عام 1943، خلال السنوات العشر التي قضتها نور الهدى في القاهرة، شاركت بالتمثيل والغناء في العديد من الأفلام الغنائية، منها: مجد ودموع، شباك حبيبي، وعملت مع العديد من الملحنين منهم رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي، غادرت نور الهدى مصر بعد آخر أفلامها (حكم قراقوش) الذي قدمته في عام 1953 بسبب المضايقات التي مارستها مصلحة الضرائب التي اشترطت عليها عدم إقامة أية حفلات غنائية والاكتفاء بالغناء في الأفلام، ثم استقرت في لبنان حتى وفاتها عام 1998، ولم تقدم خلال هذه الفترة سوى فيلم واحد وهو (لمن تشرق الشمس) في عام 1958.