باحثة: القضية الفلسطينية ستظل مركزية فى سياسة مصر الخارجية
قالت ماري ماهر، باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة الوفد الأمني المصري رفيع المستوي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة جاءت تتويجًا لجهود دبلوماسية مصرية ناجحة استطاعت إنهاء حالة الحرب التي استمرت 11 يومًا بين الطرفين، واكتسبت ثقة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلية في تلك القضية، استعدادًا للخطوات المقبلة المتعلقة بشكل أساسي بمحاولات التوصل إلى هدنة طويلة الأمد والبدء في عمليات إعادة الإعمار.
وأضافت في تصريحات لـ«الدستور»، أن مهمة الوفد الأمني تتعلق بالأساس بتهيئة الأوضاع على الأرض ومحاولة التوصل إلى حلول بشأن القضايا الخلافية، وعلى رأسها مسألة "تبادل الأسرى"، بما يضمن أجواء مناسبة لتهدئة ممتدة، كما جرى التباحث بشأن الحوار الفلسطيني حيث اتفق اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، على عقد مجموعة اجتماعات مع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بالقاهرة، باعتبار أن الوحدة أولى الخطوات الهامة على طريق إحياء مفاوضات السلام والخروج برؤية موحدة لتسوية الصراع وتفويت الفرصة على الجانب الإسرائيلي الذي يتزرع بالانقسام الفلسطيني للهروب من الانخراط في تسوية سياسية.
وأكدت الباحثة في تصريحاتها، أن الحراك الدبلوماسي والأمني الذي ترعاه القاهرة وتجسده زيارة وفد أمني رفيع بقيادة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، واستضافة وزير الخارجية الإسرائيلي جابي اشكنازي كأول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي للقاهرة منذ 13 عامًا، يأتي كحلقة في سلسلة من التحركات المصرية المكثفة على مدار الأشهر الماضية لدعم القضية الفلسطينية وإعادتها للواجهة مرة أخرى، وتأكيد الموقف المصري الداعم لحل الدولتين كسبيل وحيد لحل عادل وشامل للصراع، مؤكدة أن ذلك بعدما انحصرت القضية الفلسطينية خلال العقد الماضي تأثرًا بتصدر قضايا وملفات أخرى كالإرهاب والأزمات السورية والعراقية واليمنية والليبية وانحياز إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب غير المسبوق لإسرائيل والتخلي عن الرؤية الأمريكية التقليدية لحل الدولتين.
وتابعت "ماري"، إن التحركات الأمنية والدبلوماسية التي ترعاها القاهرة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن القضية الفلسطينية ستظل مركزية في سياسة القاهرة الخارجية، وعلى رأس اهتمام الدولة المصرية، انطلاقًا من إدراك مصر لانعكاساتها على الأمن القومي العربي، وحرصها على مقدرات الشعب الفلسطيني، ودعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو 1967، وتثبت بالدليل القاطع أن حل القضية الفلسطينية لابد أن يمر عبر القاهرة، مهما حاولت أي قوى إقليمية أخرى لعب دور في تلك القضية سيظل جزئيًا ومتغيرًا.
واختتمت تصريحاتها، بأن أفضلية الدور المصري تنبع من الارتباط المصري وثيق الصلة بالقضية الفلسطينية الذي أكسبها خبرات ممتدة تخص هذا الصراع، وقدرة القاهرة على التواصل مع كافة الأطراف، بما في ذلك حركة حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة وقوى غربية إرهابية، علاوة على إدراك الفصائل الفلسطينية كافة لنزاهة الدور المصري الذي لم يسع يومًا للمتاجرة بالقضية الفلسطينية أو استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية من أي نوع.