«عدم ألفة مع أمي».. حكايات عن المرأة والحب في حياة يوسف إدريس
قبلتني أمي لأول مرة حين دخلت كلية الطب، لكن لم تكن شديدة بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن تستطيع أن تسميها عدم ألفة وهذا أثر على كثيرًا، وجعلني باستمرار أخاف المرأة، يعني الام وإقبالها على ابنها وتدليله يساعده كثيرا فيمهمة التفاهم مع الجنس الآخر، إنما عندما يكون موقفها هو عدم الإقبال فإن هذا يجعله يحس بالخجل عندما يواجه امراة، وأنا في بداية حياتي كنت خجولا جدا لا أكاد ارفع عيني في وجه امرأة، بهذه الكلمات بدأ الروائي وسيد القصة القصيرة يوسف إدريس سرد حكاياته عن المرأة وذلك في حوار ضمنه الكاتب الصحفي محمود فوزي في كتابه "يوسف إدريس على فوهة بركان".
يكمل إدريس:"عرفت الهزيمة في الحب، كل حبي هزائم، والانتصارات قليلة جدا، لان الذي كان يحدث أن كل الستات اللاتي أحبهن لا يحببنني، والستات اللاتي لا أحبهن يحببني، "مفيش الالتقاء"، ولذلك كلها تجارب فاشلة للوصول غلى الحب المتبادل".
يواصل:"كانت والدتي تدعو علي وتقول"روح غلهي يتوب عليك من الكتابة"، والحقيقة كانعندها حق، أنا سعيد بأن أولادي لا يكتبون، أما المصيبة فهي أن الكاتب لا يعتزل، لأنه لو توقف عن الكتابة الذهنية فإنه لا يمكن أن يتوقف عن التفكير، وهذا هو العمل في الكتابة، الكتابة ليست أن الكاتب يكتب، الكتابة هي أنه يفكر".
وتحدث إدريس عن زوجته الراحلة رجاء إدريس قائلًا:" رجاء تحملتني كثيرا، وسر نجاح زواجنا هو أنني لم أهيئ نفسي للزواج، ولكن هيأت الزواج علي، لم آخذ المسألة على انها زواج فعلا، فلا تزال علاقتي بزوجتي حتى الآن هي علاقة حب فقط، ليس هناك الغطار والواجبات المنزلية التقليدية المعروفة، أنا وزوجتي اخترنا أن نعيش مع بعض في نطاق الحب، ولهذا تحول زواجنا إلى الحب والصداقة".