في ختام فعالية الطريقة الأكبرية ومؤسسة ابن العربي بحديقة الأزهر
علي جمعة: التصوف ليس دروشة أو خزعبلات ولكنه علم وروحانيات
اختتمت الطريقة الأكبرية ومؤسسة «ابن العربي للبحوث والنشر والتوزيع»، مساء أمس، حفل توقيع مجموعة من إصدارات تراث ابن العربي، وذلك بحديقة الأزهر، وبحضور شخصيات دينية وثقافية وفكرية.
وكان في مقدمة الحاضرين الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وشيخ الطريقة الصديقية والمشرف العلمي على مشروع «مؤسسة ابن العربي»، والدكتور يسري جبر كبير مقدمي الطريقة الصديقية، والدكتور نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد يحيى الكتاني مدير مؤسسة رباط العلم، والدكتور أحمد ممدوح مدير إدارة البحوث بدار الإفتاء المصرية، والشيخ محمد عوض المنقوش المقدم بالطريقة الصديقية، والشيخ أحمد حسين الأزهري الباحث في مؤسسة طابا للدراسات والأبحاث.
وكان في استقبال الضيوف الشيخ أيمن حمدي شيخ الطريقة الأكبرية والمشرف العام على مؤسسة «ابن العربي»، والذي أكد خلال الاحتفالية أن المؤسسة تسعى دائمًا لتقديم الجديد من تراث الإمام ابن العربي، والمتمثل في الكتب والمؤلفات التي لم تخرج للنور من قبل، وذلك حتى يستفيد منها طلاب العلم في كل زمان ومكان، وتحديدًا مريدي الطريقة الأكبرية والطرق الصوفية الأخرى وطلاب العلم المهتمين بالقطب محيي الدين ابن العربي.
وأوضح المشرف العام على مؤسسة «ابن العربي»، في كلمته أمام الحاضرين، أن المؤسسة والطريقة الأكبرية تسيران على خطى مستقيمة، فهما يقدمان التصوف الإسلامي في صورة حديثة وعصرية، لذلك نجد الكثيرين متفاعلين مع الطريقة الأكبرية ومع إصدارات المؤسسة، ولذلك ندعو الجميع إلى التعرف على قطب الصوفية الأكبر الشيخ محيي الدين ابن العربي؛ من خلال الإنتاج الثقافي والتاريخي والفكري الذي تتيحه المؤسسة.
وتحدث الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية، قائلًا: نحن سعداء بالمشاركة في هذه الفعالية الدينية والثقافية، ونكن كل احترام وتقدير للشيخ الأكبر سيدي محيي الدين ابن العربي الذي قدم الكثير والكثير للأمة الإسلامية، ولأهل التصوف أنفسهم، كما نشكر الشيخ أيمن حمدي شيخ الطريقة الأكبرية والمشرف العام على مؤسسة «ابن العربي» لدوره الكبير في إظهار التراث الديني والفكري والثقافي لابن العربي، ونسأل الله أن يوفقه ويعينه ويسدد خطاه.
وأوضح «جمعة» أن ما تقوم به مؤسسة «ابن العربي» هو دور إيجابي ملموس، يهدف إلى إحياء التصوف الإسلامي الصحيح، فالتصوف ليس دروشة أو خزعبلات ولكنه علم وروحانيات ومحبة لله ورسوله، ومنذ أن ظهرت هذه المؤسسة وهي تخطو خطوات ثابتة لنشر الفكر الصحيح عبر منتوجها الثقافي والفكري والديني؛ الذي قلما نجد مثله عند الآخرين، فنسأل الله أن يوفقهم دائمًا وأبدًا.
ومن جانبه تقدم الدكتور يسري جبر، كبير مقدمي الطريقة الصديقية، بالشكر لمؤسسة «ابن العربي» والطريقة الأكبرية على دورهما المحوري في نشر التصوف الصحيح القائم على الكتاب والسنّة، وتقديم التصوف في صورة صحيحة تليق به، وذلك عبر مؤسسة «ابن العربي» التي تعتبر الذراع العلمي للطريقة الأكبرية، فهي تنشر تراث الإمام الأكبر سيدي ابن العربي، وتعرّف الناس جوهر التصوف وروحه، من خلال التراث الفكري والأدبي والديني لمولانا الأكبر ابن العربي، وهذا إن دل فيدل على التخطيط السليم الذي تقوم به قيادات هذه المؤسسة العلمية الكبيرة.
وتابع «جبر»: أطلق صيحة من هذا المكان لطلاب العلم، ومريدى التصوف، اغتنموا الفرصة واستفيدوا أكبر استفادة من علوم وتراث محيي الدين ابن العربي، ففي هذه الكتيبات والمؤلفات الخير كله لمن أراد الدنيا وأراد الآخرة أيضًا، فهو شيخ الشريعة ونبراس الحقيقة، وهو الذي غزت علومه وأفكاره العالم كله، ففي أوروبا اهتموا بالإمام الأكبر اهتمامًا عظيمًا لأنهم وجدوا في علومه وتراثه الخير الكثير، ونحن أيضًا علينا اغتنام الفرصة، ما دام هناك رجال أمناء قائمين على تراث هذا القطب الصوفي الكبير سيدي ابن العربي.
وشاركت فرقة المرعشلي للإنشاد الديني في إحياء الفعالية الصوفية، حيث قدمت أفضل ما لديها من فنون الإنشاد والمديح، وهامت الأرواح في حضرة الفتاح العلي القدير، وطرب المشاركون والزائرون لحديقة الأزهر بفن الإنشاد الراقي الذي قدمته المجموعة بقيادة شيخها ورئيسها الشيخ المرعشلي، وتقدم الشيخ أيمن حمدي شيخ الطريقة الأكبرية ورئيس مؤسسة «ابن العربي» بالشكر إلى الفرقة على ذوقها الراقي الذي ظهر خلال الفقرات وأضفت جوًا من السكينة والمحبة في قلوب الحاضرين لهذه الفعالية الصوفية الكبيرة.