«تحقيق الاكتفاء».. كيف يخدم تصنيع اللابتوب المصري التحول الرقمي؟
توطين صناعة جديدة تضيفه القيادة السياسية إلى حقيبتها في عملية التصنيع المحلي الذي أصبحت تدعو له وتتجه له بالفعل، وهي تصنيع اللابتوب والتابلت صناعة مصرية تُحيي صنع في مصر من جديد وتفتح الباب لتوفير مئات من فرص العمل وكذلك تخدم توجه الدولة في التحول الرقمي.
وهو ما أوضحه المهندس أحمد عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مصنع الإلكترونيات في الهيئة العربية للتصنيع، في تصريح له أن الدولة تقوم بعمل خطوط سريعة لتفعيل منظومة التحول الرقمي والسعي الدائم لتوطين التكنولوجيا لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، موضحًا أن الهيئة العربية للتصنيع تدشن خطوط إنتاج أول منتج عربي من التابلت واللاب توب، حيث أصبح لدينا منتج محلي ينافس المنتجات العالمية بأيادٍ مصرية.
ـ يخدم رحلة التحول الرقمي
قال الدكتور فادي رمزي، أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الأمريكية، إن توجه الدولة لتصنيع اللابتوب والتابلت في مصر يأتي ضمن التوجه العام في الدولة في السنوات الأخيرة للتحول الرقمي، وهي منظومة يتم تنفيذها بخطة واضحة ومدروسة لهذا التحول ويأتي التصنيع المحلي للمنتجات التي تساعد فيها.
وأوضح رمزي، في تصريح لـ"الدستور"، أن بداية التحول الرقمي كان بالخدمات الحكومية المتاحة على الإنترنت، وإتاحة أجهزة الكمبيوتر والتابلت للمدارس ضمن منظومة التعليم الإلكتروني، موضحًا أن جائحة فيروس كورونا المستجد ساهمت في إتاحة الخدمات الطبية من خلال الأون لاين وحجز لقاحات كورونا كذلك عن طريق نفس الخدمة.
وأضاف أن التحول الرقمي رحلة لا تنتهي وأن أي مشروع يأتي ليساعد في تطوير هذه الرحلة وإنجاحها، بداية من الخدمات الحكومية المتاحة على الإنترنت ثم الوصول إلى مرحلة الذكاء الصناعي في وقت ما.
تتميز المنتجات التي سينتجها المصنع من تابلت ولاب توب أنها ذات مستويات تكنولوجية متقدمة، بالتعاون مع مجموعة طلال أبو غزالة الاردنية، وكبرى الشركات العالمية العاملة في تلك الصناعة، ستُطرح في وقت لاحق في الأسواق عبر 150 موزعا متواجدا ومنتشرا في مختلف أنحاء الجمهورية.
ـ توطين للصناعة المصرية لتصبح ضمن أكبر ١٠ اقتصاديات في العالم
أما من الناحية الاقتصادية أوضح الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن مصر تسعى بشتى الطرق لتوطين الصناعات الجديدة ما يساعد في تقليل الاعتماد على العملة الأجنبية والواردات وتصنيع المنتج المحلي وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المحلية وبالتالي زيادة قيمة الناتج القومي، وبالتالي زيادة والاعتماد على ما صنع في مصر.
وأضاف الشافعي، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذا الاعتماد على التصنيع المحلي يقل الاعتماد على الاحتياطي النقدي الأجنبي، من خلال توفير قيمة هذه السلع والخدمات وتصنيعها محليًا، موضحًا أن مصر دولة أصبحت تؤهل لنفسها لتكون ضمن أكثر ١٠ اقتصاديات على مستوى على العالم.
وأشار إلى هذا التوجه يتم من خلال حجم الإنتاج الضخم وقوي قادر على تحقيق الاكتفاء للمستهلك المحلي وقادر على تصدير الباقي للخارج، وبالتالي لن يحدث هذا إذا كان هناك عجز بين الواردات والصادرات.
وأضاف أن هذا التوجه أيضا يخدم العملية التعليمية التي بدأت تتوجه لها مصر من خلال إدخال التابلت للطلاب وعند حساب عدد الطلاب واحتياجهم لهذه الأجهزة وتكلفة هذا الكم الهائل واستيرادهم يتكلف وبالتالي يمثل عبء مالي كبير، يمكن أن نوفره بشكل كبير من خلال التصنيع المصري وبه نوفر العملة الأجنبية التي يحتاجها وتصل إلى المليارات.
وأكد أن هذا المشروع الذي تسعى له القيادة السياسية سيفتح المجال أمام توفير فرص العمل لمئات من الشباب، والمساهمة في توطين صناعة جديدة لم تم موجودة في مصر.
