مريضة «داء الفيل» بالمنوفية: «نفسي أقدر ادخل الحمام.. وبيخافوا على الأجهزة الطبية من وزني»
عندما تراها تجدها طريحة الفراش تحتبس الدموع بعينيها من شدة الألم والحسرة على حالها وشبابها الذي رحل عنها وهي تنظر إليه دون أن تستطيع أن تقوم من مكانها، وكأنها التصقت بالسرير بسبب وزنها الثقيل، تعبث بها الأفكار التي تجعلها تكتئب عند كل مرة تحتاج فيها أن تقف على قدميها لممارسة أقل متطلباتها الشخصية العادية، والتي لا تحتاج إلى مجهود، ولكن بالنسبة لحالها تحتاج إلى مجهود وآخرين معها حتى تسطيع أن تلبي متطلباتها العادية واليومية.
تركها زوجها وطلقها وترك لها إعالة ولدين شاب وفتاة، واللذان يعملان على خدمتها، ولم يكن لها أي دخل مادي غير معاش والدها المتوفى، والذي يعتبر هو الدخل المادي الوحيد، كما أنها تسكن بمنزل مؤجر تدفع ثمن إيجاره شهريا من المعاش، كما لا يكفي متطلبات المعيشة من كهرباء وغاز وأدوية قرح الفراش الذي بدء ينهش جسدها يوما بعد يوم.
كان لجريدة “الدستور” لقاء مع السيدة كريمة سليمان، البالغة من العمر ٤٠ عاما، والذي بلغ وزنها مؤخرا ٢٠٠ كيلو، والتي تعاني من مرض داء الفيل منذ ٢٠ عاما، والتي أشارت إلى أنه أكثر من مركز طبي رفض قبولها لعمل الفحوصات اللازمة، بسبب وزنها الزائد، حيث قالت السيدة كريمة سليمان والمقيمة بقرية الماي التابعة لمركز شبين الكوم: "أنا تعبت وعايزة اتحرك حتى أدخل للحمام".
وأكدت المريضة بداء الفيل خلال حديثها لـ"الدستور" أن أكثر ما يؤثر عليها نفسيا، هو أنها لا تجد مكان تتلقى فيه الخدمات الطبية المتاحة لأي إنسان، كما أضافت أنها توجهت منذ يومين لإحدى مراكز الأشعة، ولكن تم رفضها، وأنها مريضة وتحتاج للعلاج في إحدى المستشفيات وإجراء فحوصات كاملة، لأنها لا تقدر حاليا على القيام، وتعاني من أكثر من مرض.
وأوضحت المريضة بداء الفيل بالمنوفية، أنها تعاني من قرحة الفراش بسبب عدم الحركة، وتعاني من مشكلات في المعدة، والحركة، وكل ما تريده العلاج حتى تتمكن من قضاء حاجتها وتدخل للحمام، مؤكدة أن المنزل التي تقطن به حاليا بالإيجار وتأخذ معاش والدها، والذي يذهب في العلاج والإيجار.
وأضافت السيدة كريمة سليمان، أن وزنها اقترب من 200 كيلو جرام، وأنها مريضة منذ ما يقرب من 20 عاما، ولكن في الفترة الأخيرة زاد عليها المرض إلى أن أصبحت طريحة الفراش، موجهة كافة الاستغاثات لرئيس الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء الوزيرة الصحة ومحافظ المنوفية، ولكل مسؤل يستطيع أن يساعدها في حالتها الصحية الميؤس منها.
وأشارت ابنة السيدة، أنها تتمنى أن تجد والدتها معافاة من مرضها، والذي يؤثر على كل العائلة، وذكرت أن والدتها قد وقعت منهم بالشارع أثناء اصطحابها لمعمل أشعة في شبين الكوم، وقام المارهة بالمساعدة في حملها، عقب رفض أحد مراكز الأشعة استقبالها، وتحججهم بتعطل الجهاز، مضيفة أنهم قد أصابهم التعب من كثرة الشكاوى لحضور أحد المتخصصين للكشف عن حالة والدتهم لصعوبة الحركة.