حكاية «النكتة» التى أدخلت الفنان إسماعيل ياسين مسشتفى الأمراض العقلية
كانت الصدفة سببًا في أن يلتقي الفنان إسماعيل ياسين بزوجته «فوزية» عندما قرر شراء أول سيارة في حياته، فرآها في الإسكندرية رفقة زوجة أحد أصدقائه العاملين بالمسرح.
تدخلت إحدى صديقاتها وتوسطت لمحاولة الجمع بينه وبينها في مكان واحد، وابتكرت حيلة أن تحضر "فوزية" إلى أحد عروض إسماعيل ياسين المسرحية، وبالفعل وافقت وحضرت العرض المسرحي، وبعدها حاول معها توضيح صورته التي خشيت منها بعد معرفتها أنه فشل مرتين في الزواج من قبل، ووافقت على الزواج منه.
وحسبما يحكي ابن الفنان الراحل أبو السعود الإبياري، في حوار تلفزيوني له، قال: "الفنان إسماعيل ياسين كان يخرج في فترات الاستراحة من عرضه المسرحي ليتصل بزوجته ويطمئن عليها"،
وهو ما أكدته الفنانة هند رستم في مذكراتها، فذكرت فيها أن الفنان إسماعيل ياسين كان حريصًا على الاطمئنان على عائلته طوال فترات التصوير، وهو ما شاهدته بنفسها في فيلم "ابن حميدو".
وقال ابن الفنان الراحل أبو السعود الإبياري، إن زوجة الفنان إسماعيل ياسين كانت غيورة للغاية، وفي إحدى المرات زارته في موقع التصوير في الوقت الذي كان يجلس فيها بالصدفة مع إحدى الفنانات، فغضبت للغاية، وبما أنه كان يرتدي ساعة في يده جزء منها لونه أسود، فكانت دائمًا تقول له: "هي ساعتك السودة كام يا إسماعيل؟"، إشارة إلى أنها غاضبة منه.
في مستشفى الأمراض العقلية
شهرة كبيرة تلك التي حققها الفنان الراحل إسماعيل يس بين أبناء جيله من الفنانين جعلته محط أنظار الكثير من المخرجين وأصحاب الفرق المسرحية والمنتجين وقد ساهمت السينما في انتشاره وكان حضوره بها مميزًا .
كان أمرًا طبيعيا أن تصل شهرته إلى الطبقة الحاكمة ففي عام 1950 دعي الفنان الراحل لإلقاء بعض مونولوجاته في حفل خيري لصالح جمعية "مبرة محمد علي" في "ملهي الأوبرج".
وكما يذكر المؤرخ الفني الدكتور محمد فتحي في أحد مقالاته أوعز الملك فاروق إلى أحد رجاله بدعوة إسماعيل إلى الاستراحة الملكية للتسرية عنهم وقال الملك لإسماعيل: "يلا يا إسماعيل سمِّعنا نكتة جديدة".
من فرط الارتباك بدأ إسماعيل النكتة قائلاً: مرة واحد مجنون زي جلالتك كده! فصرخ الملك: أنت بتقول إيه؟ يا مجنون! أدرك إسماعيل الموقف فما كان منه إلا أن سقط متظاهراً بالإغماء، وغادر الملك غاضباً لمتابعة بقية الحفلة، وإن ظل بعض رجال الحرس حول إسماعيل، لينفذوا العقاب الذي سيأمر به جلالة الملك.
يوسف رشاد- طبيب الملك الخاص- قال لتمرير الموقف إن إسماعيل مريض، تصيبه حالات من ضعف الذاكرة وفقد الإدراك، وهو في حاجة لأن يقضي فترة تحت الرقابة الطبية لمعالجة هذه الحالة، فأمر الملك بإيداعه "مستشفى الأمراض العصبية والنفسية".
الصحف في اليوم التالي صدرت مشيدةً بالعطف الملكي الكريم على إسماعيل ياسين، الذي عاوده مرض الصرع أثناء الحفل الخيري، فأمر الملك بعلاجه على نفقته الخاصة.
وبعد عشرة أيام، غادر إسماعيل المستشفى لكن محنته مع الملك ظلت ذكرى أليمة، فكان يخشى أن يعاود التنكيل به وظل في هذا الوضع لمدة عامين إلى أن قامت ثورة 23 يوليو والتي غنى لها إسماعيل يس.