«آراب ويكلى»: قطر حريصة على الاستماع لوجهة النظر المصرية فى كل الملفات
تحركت قطر بسرعة لإصلاح علاقتها المضطربة مع مصر بعد أن شعرت بتحول في موقف الإدارة الأمريكية تجاه القاهرة أثناء وبعد أزمة غزة، بحسب ما ذكرته صحيفة "آرب ويكلي" اللندنية.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وجه، الثلاثاء ، دعوة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي لزيارة الدوحة.
واستقبل السيسي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي سلمه رسالة من تميم.
رافق رئيس جهاز أمن الدولة القطري عبدالله الخليفي، وزير الخارجية القطري الذي يقوم بجولة إقليمية ، خلال لقائه الرئيس السيسي، رغم أن الخليفي لم يكن حاضرا خلال المراحل الأخرى من رحلة وزير الخارجية التي شملت طرابلس والخرطوم.
ويعكس ذلك بحسب المحللين، نية قطر الجادة لفتح صفحة جديدة مع القاهرة.
كما أشارت إلى أن الخليفي مكلف الآن بمعالجة تحفظات مصر العالقة بشأن علاقة الدوحة بجماعة وتنظيم الإخوان الدولي.
وبعد المكالمة الثانية التي وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرئيس السيسي في غضون أيام قليلة، تغير الموقف القطري، حيث شعرت الدوحة بأن هناك تغييرًا كبيرًا في طريق واشنطن تجاه النظام المصري وأنه كان من الضروري إجراء تعديل خاص بها.
وقالت الرئاسة المصرية إن الرسالة التي تلقاها السيسي من الشيخ تميم أكدت تطلع أمير قطر إلى تعزيز المباحثات بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية والدولية وتنسيق المواقف ذات الصلة بالشكل الذي يحقق يخدم تطلعات البلدين.
وستكون زيارة السيسي إلى الدوحة، إذا تمت، هي الأولى له لقطر منذ انتخابه رئيسا في 2014، لتؤكد أن البلدين قد تغلبتا على الصعوبات السابقة.
وقالت الصحيفة إن حرب غزة واهتمام واشنطن بالأزمة، وتأكيد دور مصر كأحد أعمدة الأمن في شرق البحر المتوسط، والثناء الأمريكي على دور القاهرة في ليبيا، وإشارات التقارب بين القاهرة وأنقرة، كل ذلك أقنع الدوحة في نهاية المطاف بضرورة تجنب تحفظاتها التقليدية والشروع في المصالحة مع مصر.
وفي 5 يناير صدر بيان "العلا" عن القمة الخليجية أعلن فيه انتهاء الأزمة الحادة التي اندلعت منتصف عام 2017 بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر وأدت إلى إغلاق الأجواء وقطع العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة والرباعية العربية.
وأجرى وفدان رسميان من دولة قطر ومصر يوم 23 فبراير محادثات في الكويت حول الآليات والإجراءات المشتركة لتطبيق "بيان المصالحة الخليجية" وسط إشادة مصرية قطرية بتحسن العلاقات منذ استكمال المصالحة.
وكشفت مصادر مصرية لـ "أراب ويكلي" عن أنه منذ ذلك الحين تجري اتصالات رسمية مكثفة بين البلدين لتنسيق استجابتهما للأزمات الإقليمية.
وقد ساعد ذلك في سد الفجوة السياسية بين الدوحة والقاهرة كما يتضح من موقف قطر من حرب غزة.
وأضافت المصادر نفسها أن قطر حريصة على الاستماع لوجهة النظر المصرية بشأن التعاون الجاد في قضايا مثل قطاع غزة وليبيا وسد النهضة الإثيوبي.
وكان رد فعل الدوحة إيجابيا على تحركات القاهرة الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حماس.
وأكد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي ، أن محادثات جرت بين وزيري خارجية مصر وقطر "تناولت التنسيق فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة وآليات تثبيت وقف إطلاق النار من جانب حماس التي تقيم علاقات وثيقة مع الدوحة خاصة أن قطر تريد المشاركة في أي تحركات مصرية في قطاع غزة".