كيف يرى الجمهور الإسرائيلى نتائج حرب غزة 2021؟
بعد انتهاء المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس، حانت الفرص للقيام بفحص دقيق لنتائج العملية، واتجاهات الجمهور الإسرائيلي نحو الحرب، ورؤيته لنتائجها أحد أهم الملفات التي تشغل القيادة في تل أبيب.
حتى اليوم، لا توجد صورة واضحة حول اتجاهات الإسرائيليين نحو المعركة، ونتائجها، وما إذا كانوا يعتقدون أنها نجحت أو يختلفون حولها.
من خلال مواقف الجمهور الإسرائيلي العامة نحو تفاصيل المعركة يمكن فهم رؤيته لها ولنتائجها.
إحباط إسرائيلي من الصواريخ
قطاع كبير من الإسرائيليين يشعر بالإحباط من استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع ووصولها لأول مرة إلى تل أبيب، هؤلاء يرون أنه بالرغم من العمليات النوعية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد حماس، إلا أن فكرة وجود مدن وسط إسرائيل في مرمى صواريخ حماس هي مُحبطة حتى لو كان تأثير صواريخ حماس ضئيلا.
في الاستديوهات المفتوحة في القنوات المتعددة اعتُبر كل إطلاق جديد لصواريخ "حماس" علامة على إخفاق الجيش في ضرب الحركة.
صعوبة فهم أهداف المعركة
الإسرائيليون يرون صعوبة في استيعاب شكل المعركة مثل معارك أخرى كثيرة التي لا تنتهي بنتائج حاسمة بتحقيق انتصار إسرائيلي واضح وقاطع، فالإسرائيليون لا يقتنعون أن معركة مثل هذه تنتهي فقط باتفاق وقف إطلاق النار ومحاولة إعادة الهدوء.
هناك أزمة واضحة لدى الإسرائيليين في فهم هدف المعركة، فهذه المرة أيضاً اختارت إسرائيل هدفاً غامضاً هو "تعزيز الردع"، هذا الخيار يؤثر في طبيعة العملية ونتائجها بصورة أساسية، ويجعلها تنتهي بشكل غير حاسم، في الوقت الذي يستمع فيه الجمهور الإسرائيلي في الأعوام الأخيرة إلى الخطابات الرنانة عن "الحسم" و"الانتصار" فهو يرى معركة يدون هدف واضح وبدون حسم.
الاغتيالات عززت فكرة الانتصار
إنجازات "حماس" في المعركة مثل إطلاق الصواريخ، صفارات الإنذار، إصابة المنازل وسقوط قتلى- هي واضحة ومباشرة وتُعتبر لها علاقة بالمواجهة الحالية، بينما على الرغم من إنجازات الجيش الإسرائيلي فإنها تبدو غير ملموسة وأقل وضوحاً بالنسبة للإسرائيليين. الذين وجدوا صعوبة في تفسير إنجازات الجيش الإسرائيلي من خلال فهم العمليات النوعية.
بينما نجاح إسرائيل في اغتيال عدد من قيادات حماس، عزز فكرة الانتصار لدى الإسرائيليين ووازن الشعور بالإحباط جراء إطلاق الصواريخ من القطاع، حيث اعتبرتها إسرائيل عمليات بنتائج واضحة وانتصاراً بسبب تحقيق هدف مُحدد.
بعد عام الكورونا، اعتاد الجمهور الإسرائيلي إغلاق المدارس، والشوارع الخالية، ومطاراً مشلول الحركة، وهو ما جعلهم يتعاملون بهدوء من شلل الحركة في إسرائيل خلال أيام القتال، فلم يسبب لهم المزيد من الإحباط مثلما حدث في الجولات السابقة.