برلمانية أوروبية تدعو لوقف تمويل «الإغاثة الإسلامية» لصلتها بالإخوان
تتلقى جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان، الضربات واحدة تلو الأخرى من أبرز داعميها في الغرب، بعد أصبحت تلك الجماعات مثارا لاستفزاز واضح في الدول الأوروبية، في ظل سعيها المستمر للتخفي تحت ستار المنظمات الخيرية والإنسانية في القارة العجوز وتلقيها مبالغ وتمويلات ضخمة مقابل العمل الإغاثي المزعوم.
وطالبت نيكولا بير، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، بوقف التمويل والدعم المالي الأوروبي لمنظمة "الإغاثة الإسلامية" العالمية بسبب صلاتها بجماعة الإخوان الإرهابية، داعية إلى التحقيق في التعاون بين مفوضية الاتحاد الأوروبي وهذه المنظمات المثيرة للجدل.
ووفقا لصحيفة "ذا ناشونال" الناطقة بالانجليزية، كتبت "بير"، وهي محامية وسياسية ألمانية من الحزب الديمقراطي الحر وتشغل منصب نائبة رئيس البرلمان الأوروبي منذ يوليو 2019، إلى المفوضية الأوروبية قائلة: "إنه من غير المقبول أن تتلقى (الإغاثة الإسلامية) التمويل إذا كانت لها صلات بجماعة الإخوان".
وأضافت "يجب ألا تقع الأموال الأوروبية في أيدي المنظمات المسؤولة عن نشر الكراهية".
وبحسب "ذا ناشونال"، طالبت "بير" بفتح تحقيق في التعاون بين المديرية العامة للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوروبية (DG ECHO) والمنظمات غير الحكومية التي لها صلات بجماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي المتطرفة.
وكتبت أن "قائمة DG ECHO الخاصة بالمنظمات غير الحكومية المعتمدة كشركاء إنسانيين للاتحاد الأوروبي للفترة بين عامي 2021-2027 تشمل: منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية والإغاثة الإسلامية السويدية.
علاقة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا والسويد بالإخوان
ولفتت" ذا ناشونال" إلى أنه بين عامي 2017 و2019، صرحت الحكومة الألمانية الاتحادية بوجود صلات هامة بين منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا وجماعة الإخوان، مشيرة إلى أن أنها، بجانب الإغاثة الإسلامية السويدية، شريكان في التعاون مع منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية.
ونقلت الصحيفة عن "بير" قولها: "مرة أخرى، هناك علاقات وثيقة ووظيفية بين منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية والإغاثة الإسلامية العالمية؛ فأعضاء مجلس إدارة الإغاثة الإسلامية الألمانية، على سبيل المثال، يشغلون مناصب تنفيذية في منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية".
وطلبت السياسية البارزة من مفوضية الاتحاد الأوروبي الكشف عما إذا كانت على علم بوجود صلات بينها وبين الجماعات الإسلامية المتطرفة وتوضيح آلياتها ومراجعة علاقتها بالمنظمات التي لها صلات بالإرهابيين.
و تساءلت في رسالتها التي قدمتها للجنة في أبريل الماضي ومن المقرر الرد عليها خلال ستة أسابيع: "هل يمكن للمفوضية أن تضمن أنها ستنهي على الفور التمويل والتعاون مع المنظمات غير الحكومية التي لها صلات بالمنظمات الإرهابية أو المتطرفة؟".
هولندا وألمانيا تحظران تمويل الإغاثة الإسلامية
وذكرت "ذا ناشونال" أن العلاقات بين جمعية الإغاثة الإسلامية الخيرية، ومقرها بريطانيا، وجماعة الإخوان كانت قيد التدقيق في الآونة الأخيرة.
َواشارت إلى أن هولندا وألمانيا قامتا بحظر منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية من تلقي التمويل والدعم المالي الأوروبي، مضيفة "بعد الكشف عن صلاتها بجماعة الإخوان المسلمين، المنظمة الآن مجبرة على تقديم تقارير امتثال شهرية بعد مراجعة عاجلة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAid".
وأوضحت الصحيفة أن مجموعة تحالف المساعدات الألمانية Aktion Deutschland Hilft علقت عضوية الإغاثة الإسلامية الألمانية حتى ديسمبر 2021 ، مع تجميد تمويل المؤسسة الخيرية.
كما حظرت وزيرة التجارة الخارجية الهولندية سيجريد كاج، في يناير، أي إفراج عن أموال حكومية للاغاثة الإسلامية العالمية، بعد تحقيق أجرته "مفوضية/ لجنة الأعمال الخيرية" في بريطانيا في علاقة المنظمة بالجماعات التي تنشر الكراهية والتطرف.
بريطانيا تحقق في علاقة الإغاثة الإسلامية بالتطرف بعد نشرها اقتباسات عن سيد قطب
وشرحت الصحيفة، أن لجنة الأعمال الخيرية في المملكة المتحدة بدأت تحقيقاتها في يوليو الماضي ، عندما استقال أمين منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية حشمت خليفة بسبب نشر أكثر من عشرة منشورات هجومية على فيسبوك في عامي 2014 و 2015 تحث على الكراهية والفكر المتطرف".
وأشارت إلى أن منسق جمع التبرعات ب" الاغاثة الإسلامية" عبد المنان بهاتي كان ينشر بشكل منتظم اقتباسات من سيد قطب، مؤسس جماعة الإخوان في مصر. كما اعترف أمين آخر لـلاغاثة الإسلامية، ويدعى المعتز طيارة، بأنه نشر مواد مسيئة تحض على الكراهية والعنف.
يأتي هذا فيما كشفت تقارير صحفية أوروبية، أن أموال المفوضية الأوروبية تتدفق على منظمة الإغاثة الإسلامية المرتبطة بجماعة الإخوان، حتى أن المفوضية وقعت اتفاقية شراكة مع المنظمة الإخوانية المثيرة للجدل وصادقت عليها "كشريك إنساني للفترة من 2021 إلى 2027" ، بميزانية لم يتم تحديدها بعد.
وفي عام 2019، تلقت منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية 712 ألف يورو من مفوضية الاتحاد الأوروبي تحت ذريعة تمويل مشروعات في مجال الإغاثة من الزلازل والفيضانات، وفقًا لصحيفة "دي فيليت" الألمانية. وفي ديسمبر 2016، أفادت السلطات البلدية في برلين بأن منظمة الإغاثة الإسلامية عملت عدة مرات كراعٍ لمنظمات قريبة من الإخوان.