سر بودابست.. لماذا أوقفت "المجر" بيان الاتحاد الأوروبي ضد إسرائيل؟
خلال أيام القتال بين إسرائيل وحماس، أوقفت دولة هنجاريا "المجر" صدور بيان رسمي عن الاتحاد الأوروبي يدين العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة، وذلك بعد أن عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً عبر الهاتف، اقترح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل خلاله إصدار بيان يدعو إلى وقف فوري لكل أعمال العنف وتطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.
قال "بوريل" إن الهدف هو حماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدة الإنسانية إلى غزة، وأكد أن هذا الموقف يحظى بدعم 26 دولة من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي بإستثناء هنجاريا التي أعربت عن رفضها إصدار البيان، والذي لا يمكن أن يصدر إلّا بإجماع الدول الأعضاء. في المقابل اعتبر وزير خارجية هنجاريا أن المواقف الأوروبية من النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني منحازة وغير متوازنة.
موقف "المجر" أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات التي تربطها مع إسرائيل ودفعتها لتبني مثل هذا الموقف المؤيد بشكل كبير.
كيف يمكن تفسير موقف المجر؟
رغم أن رئيس وزراء "المجر" فيكتور أوربان يتعرض لانتقادات كثيرة لاتهامه بالعنصرية ومعاداة السامية، بإلإضافة إلى أن المجر ذاتها كانت لها مواقف عدائية نحو اليهود في الماضي، وقيل إنهم تعاونوا مع النازيين للتخلص منهم، لكن ثمة أمور اختلفت الآن، فالإسرائيليين الحاليين في نظرهم ليسوا هم يهود الماضي، وبناء على ذلك فإن كراهية اليهود القديمة لا تسري عليهم، إضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل هي دولة نموذجية في نظرهم؛ لأن البيض في أوروبا وخاصة في الجانب الشرقي من القارة يتخذوها إسرائيل) كنموذج في كيفية التعامل مع الأجانب الأفارقة والمسلمين.
رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان كان يدير حملة لإنشاء سور يعزل أوروبا المسيحية، البيضاء والقومية، عن العالم غير الأوروبي المليء بالمهاجرين، بالنسبة للمجر، فإسرائيل هي نموذج يحتذى به، وبالنسبة لإسرائيل فإن المجر، تشكل لها بوابة خلفية للاتحاد الأوروبي، أو بشكل أدق، فناء خلفي لأوروبا الغربية التي تسبب "صداع" لإسرائيل في المنظمات الدولية، وعن طريقها يمكن إيقاف أي بيانات من الاتحاد الأوروبي ضد إسرائيل، بيد أنه يجب مواقفة أعضاء الاتحاد بالإجماع.
هناك من رأى أن علاقة المجر بإسرائيل، ازدادت قوة بسبب العلاقة الشخصية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الحكومة المجرية فيكتورأوربن، وهي العلاقة التي وجهت لنتنياهو انتقادات بشأنها بسبب مواقف "أوربن" تجاه المنظمات المجرية اليسارية، وخاصة ضد الملياردير اليهودي المجري جورج سمورس، الذي يحاربه أيضاً نتنياهو من جانبه إرضاءً لـ"أوربن.
زيارات رسمية ودعم أمام المجتمع الدولي
في يوليو 2020 ألتقى وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو مع نظيره الإسرائيلي جابي اشكينازي، في يوليو عام 2018، قام زيارة رئيس الحكومة المجري، فيكتور أوربن بزيارة لإسرائيل ووقتها تم الكشف عن العلاقة القوية التي تربط أوربان بنتنياهو، وفي يوليو 2017، قام نتنياهو بزيارة للمجر كانت الأولي من نوعها بعد 26 عاماً وتحدث المراقبون أنه خلالها تم تعزيز العلاقات الإسرائيلية المجرية. كما أعربت المجر عن دعمها لإسرائيل ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في "جرائم حرب إسرائيلية".