مستقبل مجهول لطلاب الدبلومات الأمريكية في مصر.. وأولياء أمور: يروحوا فين؟
احتج عدد من أولياء أمور طلاب المدارس الدولية على قرارات وزير التربية والتعليم، بعدم الاعتداد بنتائج اختبارات طلاب الدبلومة الأمريكية المؤهلة للجامعات، وهي اختبارات الـSAT والـACT الصادرة من الدولة المانحة للشهادة وهي الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن هذه الاختبارات هي ما يعتد بها فى الولايات المتحدة للتأهل للجامعات.
وترجمت هذه الاحتجاجات على هيئة استغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي، وإرسال أخرى إلى رئاسة الجمهورية، وأيضًا توجيه دعوى في القضاء ضد وزير التربية والتعليم أولى جلساتها 30 مايو الجاري، وذلك خوفًا على مستقبل أبنائهم الذي أصبح مجهولًا في الوقت الحالي، وليس لديهم أي حلول سوى مناشدة الجهات المعنية بالضغط على الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، للتراجع عن هذا القرار الذي سيكون السبب في إلحاق الضرر بأبنائهم.
تصريحات وزير التربية والتعليم
وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أوضح في تصريحات سابقة له، أن الدبلومة الأمريكية يشوبها العديد من المشاكل في التقييم، وبعد إلغاء امتحان الـ«SAT» كانت المساعدة التي قدمتها لهم الوزارة هي استبداله بامتحان الـ«EST» المصري، بالتالي لن يعتد بامتحانات الـSAT بعد تاريخ 15 فبراير 2021 لطلاب الدبلومة الأمريكية من حيث تنسيق الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية، ولن يتأهل هؤلاء الطلبة للجامعات المصرية إلا بالامتحان المصري.
الرشيدي: أين سيذهب أبناؤنا؟
فاطمة الرشيدي، إحدى أولياء أمور طلبة شهادات الدبلومة الأمريكية، قالت إن "قرار وزير التربية والتعليم ظالم لأبنائنا، الذين أردنا أن يكون نظام تعليمهم أفضل ما يكون"، مشيرة إلى أن القرار يقضي بأنه لن يعتد بامتحانات الـSAT بعد تاريخ 15 فبراير 2021 لطلاب الدبلومة الأمريكية، من حيث تنسيق الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية، متسائلة: "أين سيذهب أبناؤنا؟".
ووصفت "الرشيدي"، في حديثها مع "الدستور"، تصريحات "شوقي" بأنها تعدٍ على منظومة تعليمية دولية معترف بها واستبدالها بمنظومة مستحدثة غير معترف بيها دوليًا، وهذا يعتبر تعسفًا منه ضد أبنائهم الذين سيتم حرمانهم من الالتحاق بالجامعات المصرية ما لم يتم خضوعهم للامتحان المصري "EST"، معتبرًا أنه الوحيد الذي يؤهل طلاب الدبلومة الأمريكية لتنسيق الجامعات المصرية.
وتابعت أنه تم إرسال استغاثة إلى رئاسة الجمهورية لنقل استيائهم إلى الرئيس السيسي لعله يتدخل لحل هذه الأزمة التي تؤرقهم كثيرًا، كما تم رفع قضية ضد وزير التربية والتعليم وتحديد أولى جلساتها في 30 مايو الجاري، منتظرة عدالة القضاء المصري.
جودت: "شوقي" سيحرم أبناءنا من المنح والمدارس الدولية
بينما قال ياسر جودت، أحد أولياء أمور طلبة الدبلومة الأمريكية "SAT"، إن أزمة تصريحات وزير التربية والتعليم كارثية بالنسبة لأبنائهم، فكيف يتم التخلي عن امتحان الدولة المانحة لهذا النوع من الشهادات واستبداله بآخر غير معترف به في تلك الدولة لنيل الشهادة، والتهديد بأنه من دونه لن يتم دخولهم الجامعات المصرية.
وأوضح "جودت" في حديثه مع "الدستور"، أن الوزير يرى أن الدبلومة الأمريكية كان بها العديد من المشاكل في التقييم، وأن هناك مافيا في هذه الامتحانات الدولية، رغم أن الامتحان المصري به أيضًا الكثير من العيوب، فهي مقلدة ولا تراعي معاير الامتحانات الدولية التي تهدف في الأساس إلى قياس مهارات الطلاب وتفرق بينهم، وغيرها الكثير، متسائلًا: "ما وجه الاستفادة من التدخل في نظام امتحانات الدبلومة الأمريكية وهي لا تتبع وزارة التربية والتعليم في شيء؟".
وشرح أن تلك الاختبارات التي أقرها وزير التربية والتعليم تنتقص من درجات أبنائهم الثلثين تقريبًا، كما أنها لم يتم اعتمادها دوليًا من الدولة المانحة للشهادة، وبالتالي حرمان الطالب المصري من الالتحاق بالجامعات الدولية وكذلك من المنح الدراسية التي توفرها الامتحانات الدولية، وفي ذلك تعارض مع الحقوق الدستورية للطالب المصري بالالتحاق بالجامعات المصرية، كما يتم التفرقة في المعاملة بين الدبلومة الأمريكية وباقي الشهادات الدولية، بإعطاء طلاب الخارج فترة 6 شهور للاعتداد بنتائج امتحانات الـ"SAT" الدولية ومنع هذا الحق عل طلاب الداخل.
ما هي الدبلومة الأمريكية؟
الدبلومة الأمريكية، هي شهادة الثانوية الأمريكية التي تناظر الثانوية العامة المصرية، وتعتمد على عدة أشياء مختلفة داخل نظام متكامل للتعليم، وبدأ امتحانها عام 1900، من خلال عمل مشترك بين أكبر جامعات أمريكا لتنفيذ امتحان يقيس مدى استحقاقية الطالب لدخول الجامعة، وتطور كثيرًا من خلال مؤسسة "كوليدج بورد"، وهي المؤسسة الوحيدة المسئولة عن هذا الامتحان والمنهج في جميع أنحاء العالم.
وكانت مؤسسة "كوليدج بورد" التي تعد الامتحانات وتديرها، أعلنت في سبتمبر الماضي إلغاء اختبارات SAT في مصر إلى أجل غير مسمى لوقوع أمور متكررة تتعلق بتأمينها، ويتبع نحو 60 ألف طالب مصري نظام الدبلومة الأمريكية.
وفي سبتمبر الماضي، تلقى طلاب الدبلومة الأمريكية في مصر بريدًا إلكترونيًا من هيئة "كوليدج بورد"، يتضمن إخبارهم بإلغاء امتحانات SAT هذا العام (2020)، بسبب محاولات التسريب، على أن يكون الامتحان المقبل في يونيو 2021، وحتى الآن لا زال مصير هؤلاء الطلاب مجهولًا فيما يتعلق بالالتحاق بأي جامعات أو منح دولية.