معهد هدرسون: أنظار إيران تتجه نحو القارة الإفريقية
كشفت دراسة لمعهد هدسون للأبحاث، اليوم السبت، أن النظام الإيراني يكثف أعماله وأنشطته في إفريقيا، محذرا من التركيز على التقارير الإخبارية الأخيرة على النتائج المتفجرة للاستثمار الإيراني في الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، وهي مواجهة مثيرة للانقسام ومؤلمة بالتأكيد، وإغفال أنشطة إيران في القارة السمراء.
وأشارت الدراسة إلى أنه بالنظر إلى العقوبات الاقتصادية التي تحد من بعض نوايا إيران الاقتصادية الأكثر طموحًا، والأميال العديدة التي تفصل بين الجمهورية الإسلامية والقارة الإفريقية، قد يبدو من غير المحتمل أن يكون لإيران مصالح كبيرة في إفريقيا، لافتة إلى أن مع ذلك تسعى إيران إلى أن يكون لها دور في القارة السمراء إلى جانب داعش والقاعدة ومختلف الجماعات الإرهابية السنية.
واعتبرت الدراسة أن النظام الإيراني يعتمد في حملته بأفريقيا على أنشطة الحرس الثوري الإيراني بمشاركة وكلائه وأشهرهم حزب الله اللبناني، وفقا لقناة العربية.
وفي العام الماضي، أظهر المرشد الأعلى علي خامنئي أهمية القارة الإفريقية لنفوذ إيران، ناشرا على حسابه بموقع تويتر صورة يظهر فيها الشيخ إبراهيم الزكزكي زعيم الحركة الإسلامية النيجيرية باعتباره داعما مهما للثورة الإيرانية.
وفي عام 2018، أصدرت إيران تعليمات إلى حزب الله "بتدريب النيجيريين وإقامة معقل هناك حتى يكون بمثابة قاعدة عملياتية لبقية إفريقيا، خاصة لإحباط الطموحات الإسرائيلية والغربية في المنطقة"، وبحسب مصدر مقرب من حزب الله، قدمت إيران تدريبات عسكرية على غرار حزب الله لمئات النيجيريين في المعسكرات في جميع أنحاء شمال نيجيريا، وفقا لموقع العربية.
وبدعم إيراني قتل الجهاديون النيجيريون 1470 مسيحيا على الأقل، واختطفوا أكثر من 2200 من الأبرياء في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
وفي الصومال تمتلك إيران شبكة وكلاء وتستخدم وسطاء لتقديم الدعم للمنظمات المتطرفة العنيفة لمواجهة تأثير الولايات المتحدة ودول الخليج العربي بما في ذلك استخدام الصومال لنقل الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن ونقل الأسلحة إلى دول أخرى وفقا لما أفادت مجلة "فورين بوليسي".
وفي إثيوبيا، كشفت وكالة المخابرات في البلاد في فبراير عن خلية مؤلفة من 15 شخصًا كانوا "يخططون لاستهداف سفارة الإمارات العربية المتحدة"، إضافة إلى حصولهم على مخبأ للأسلحة والمتفجرات"، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز". وذكرت الصحيفة أن "المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يقولون إن العملية كانت من صنع إيران".
وبحسب التقرير، لا توجد دولتان تقدمان صورة أوضح لطموحات إيران في إفريقيا أكثر من المغرب والجزائر، وبجوار المغرب تقع الصحراء الغربية وحركتها الانفصالية جبهة البوليساريو.
واعترفت الولايات المتحدة مؤخرًا بالصحراء الغربية كجزء من المغرب، وذلك بفضل توقيعها على اتفاقيات السلام مع إسرائيل. لكن يُزعم على نطاق واسع أن جنود البوليساريو يتلقون تدريبًا مباشرًا للقتال من قبل حزب الله اللبناني الوكيل الإيراني.