«فاينانشيال تايمز»: إسبانيا واليونان تنتهجان استراتيجيات متناقضة لجذب السياح البريطانيين
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت، عن أن إسبانيا واليونان تنتهجان حاليا استراتيجيات تبدو متناقضة بشكل كبير لجذب السياح مرة أخرى إلى أراضيهما، خاصة زوار المملكة المتحدة، في خطوة منهما لاستعادة جزء مهم جدا من الاقتصاد الوطني الذي تضرر بشدة من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وأشارت الصحيفة - في مستهل تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني في هذا الشأن - إلى أن عودة السياح البريطانيين تشكل أمرًا حيويًا اقتصاديًا لإسبانيا واليونان، لا سيما بعد أن شهدتا انخفاضًا في عدد السياح بنحو 80% العام الماضي؛ لذا، تحاول كلتا الدولتين ضمان عودة السياحة في هذا العام إلى حوالي نصف مستويات 2019.
وقالت الصحيفة: "هنا قد يكمن الفرق بين النجاح الاقتصادي والفشل في جذب زوار المملكة المتحدة، فبينما قالت إسبانيا إنها ستعيد دخول السياح البريطانيين اعتبارًا من 24 مايو الجاري، فتحت اليونان أبوابها أمام زوار المملكة المتحدة الشهر الماضي، لكن كليهما يظل خارج "القائمة الخضراء" البريطانية للوجهات التي يمكن لمواطني المملكة المتحدة السفر إليها دون اختبارات صارمة ومتطلبات الحجر الصحي.
وأضافت: "أن السياح الألمان بدأوا العودة بالفعل، مما وفر بعض الراحة لأصحاب الفنادق والحانات في جزر اليونان وإسبانيا، غير أن ضمان عودة السياح البريطانيين لا يزال يمثل مشكلة أمام مسئولي هاتين الدولتين".
أما بالنسبة لاستراتيجية جذب السياح البريطانيين، أبرزت الصحيفة أن إسبانيا انتظرت وقتًا أطول للانفتاح على السياح البريطانيين، على الرغم من أنها لا تزال تستبق التوجيه الرسمي للاتحاد الأوروبي، أما اليونان فقررت أن تمضي في طريقها الخاص، وقامت بفتح أراضيها بشرط حصول الناس على لقاح كورونا في الجزر المعتمدة على السياح قبل بقية السكان، وقبلت الزوار الأجانب الذين تم تطعيمهم بلقاحات لم توافق عليها بعد هيئة الرقابة الدوائية في الاتحاد الأوروبي.
وسلطت الصحيفة الضوء على قيود كوفيد الصارمة في جزر البليار الإسبانية- في تناقض ملحوظ مع مدريد العاصمة، التي سعت إلى تخفيف القيود والإجراءات المفروضة على العبور من وإلى البر الرئيسي، حتى وصل معدل الإصابة في جزر البليار لمدة 14 يومًا أقل من ثلث معدل الإصابة بإسبانيا ككل بينما ظل معدل الإصابة لمدة سبعة أيام أقل بشكل طفيف من معدل الإصابة بالمملكة المتحدة.
وفي ضوء هذه الإحصاءات، تدفع إسبانيا المملكة المتحدة لتقييم سلامة الوجهات السياحية لزوارها على أساس إقليمي وليس وطنيًا، وتعتقد بأن ذلك سيسمح للمسافرين البريطانيين- وهم يشكلون ثاني أكبر مصدر لسياح جزر البليار بعد ألمانيا- بالعودة إلى الجزر وأماكن الجذب السياحي الأخرى في إسبانيا.
وقد تم تأكيد أهمية مثل هذه الخطوة هذا الأسبوع عندما قدمت حكومة المملكة المتحدة نصائحها بشأن أي وجهة لا تعتبر "خضراء"، حيث أكد جرانت شابس، وزير النقل في المملكة المتحدة، أن زوار دول "العنبر" مثل إسبانيا أو اليونان سيتعين عليهم إجراء العديد من الاختبارات ومراقبة الحجر الصحي عند عودتهم إلى المملكة المتحدة.
وفي الظروف العادية، تجدر الاشارة إلى أن السياحة تمثل حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني، بينما تمثل في اليونان حوالي خمس الناتج، فيما تشكل جزر كورفو، وهي الوجهة المفضلة للزوار البريطانيين في اليونان، حوالي 90% بشكل مباشر أو غير مباشر من واردات السياحة، وفقًا لشارالمبوس فولجاريس، رئيس اتحاد الفنادق في الجزيرة، الذي حذر من أنه إذا كان هذا الصيف سيئًا مثل 2020 "فسيكون ذلك كارثيًا".
في السياق ذاته، قال كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني، لـفاينانشيال تايمز:"روسيا سوق مهمة بالنسبة لنا. ونحن حريصون على اتباع قواعد الاتحاد الأوروبي، ولكن فيما يتعلق بالترحيب بالسياح في اليونان لمدة أسبوع الذين تم تطعيمهم بلقاح سبوتنيك، فإنني لا أرى أي مشكلة في ذلك".
وأخيرا، أكدت الصحيفة البريطانية أن اليونان تعتمد على استراتيجية التطعيم الخاصة بها لضمان إبقاء النقاط الساخنة السياحية آمنة، وتم بالفعل تطعيم سكان 32 جزيرة يونانية صغيرة بالكامل وتم إعلانها كأول مناطق "خالية من كوفيد" في البلاد. بينما تهدف الحكومة إلى تطعيم 36 جزيرة أخرى متوسطة الحجم بشكل كامل بحلول نهاية مايو و19 جزيرة أكبر بحلول نهاية يونيو المقبل.
مع ذلك، أوضحت الصحيفة أن اليونان لا تضع ضوابط مماثلة لجزر البليار في الرحلات من وإلى البر الرئيسي وجزره المأهولة التي يبلغ عددها حوالي 100 جزيرة. وبدلاً من ذلك، تأمل أثينا في أن تكون الدولة ككل في القائمة الخضراء للمملكة المتحدة.