أحمد أبوخنيجر: «متاهة الذئب» مشتركة بين الصحراء والوادى
صدر حديثًا عن دار الربى للنشر والتوزيع الكتاب القصصي" متاهة الذئب"، وهو آخر إبداعات الروائي الجنوبي الكبير أحمد أبوخنيجر.
وقال أحمد أبوخنيجر عن كتابه القصصي:" أغلب قصص المجموعة تدور في الأجواء الصحراوية، والقصص معظمها قصير إلا قصة متاهة الذئب فهي طويلة".
وأضاف أبوخنيجر في تصريح خاص لـ"الدستور":" القصص هنا مشتركة ما بين الصحراء والوادي، لأن الصحراء المصرية بها جزء من الوادي وليست منفصلة عنه، وتشعر أن بعض الشخوص ليس صحراويًا قحًا وإنما لديه ذلك الجزء من تربة النيل وخاصة الولد في قصة متاهة الذئب".
وتابع أبوخنيجر:" هناك قصص لم أضمها للمجموعة لأنها لا تتناسب مع أجوائها، وأنا لا أكتب مجموعة قصصية بقدر ما أكتب كتابا قصصيا، وهو الوحدة المتكاملة وليس تجميع قصص تفتقد لوحدة الرابط بينها، وحتى القصص التي لم أضمها ستكون أيضًا في كتاب قصصي قادم ولكن تربطها تلك الوحدة بين قصص أخرى ستطرح معها في كتاب.
أما عن التصدير الذي جاء على ظهر غلاف المجموعة فيقول:" دقات قلبي أرجفت يدي المستندة على الصخرة العالية في ذلك الممر الضيق، لم يكن خوفا على الأرجح بسبب المفاجآت، فالممر الطويل الضيق ممر الثعبان هذا كما يطلق عليه، الذي طالما قطعناه لعبا وجريا وتقافزا فوق صخوره العالية، لم نلمح به أي أثر لحيوان أو زاحف من قبل، فما الذي دفع بهذا الثعبان الأرقط لأن يقطع على طريقي في هذا الضحى الخريفي شبه البارد، كنت متعجلا، نعم، ولاهيا أيضًا، لكني وقفت على دقات قلبي تزلزلني، الآن أبصر يا صديقي، لا تتعجل، سأقص عليك الأمر بدقة كما جرى، كما أحاول تجليته وأنا أستعيده معك الآن، نعم، طويل وغليظ وأرقط، كالثعابين التي نسمع عنها في الحكايات ولا نراها، ربما في مصادفة كهذه تضعك على الحد الفاصل بين الحياة والموت لم أك خائفًا، أؤكد لك، ربما الإحساس بقرب الموت هو ما أبعد الشعور بالخوف، فقط تراجعت خطوة، خشية أن يشم الثعبان الهاجع هذا رائحة الدم الناشع من إصبعي، فيهاجمني مباشرة، تراجعت وأنا أمعن النظر فيه، محاولا تبين أي حركة قد تصدر منه، إن الغفلة التي أخذتني في الصباح بسببك يا صاحبي تلاشت الآن، وتلاشى معها الألم الضارب في قدمي، فكل حواسي تيقظت وتركزت على هذا الراقد بوداعة مفرطة بقلب الممر كأنما هو في جحره".