فاطمة المعدول تكشف كواليس «ميزو» بين سمير غانم ولينين الرملي
قال الكاتبة فاطمة المعدول، إن الفنان سمير غانم، الذي وافته المنية مساء أمس، مضحك كبير يجمع بين الكلاون الغربي والأراجوز المصري، وتراث الكوميديا.
وتابعت عبر صفحتها الشخصية على فيس بوك: «اتذكر أنه في منتصف التسعينات من القرن الماضي أن تطاول عليه صحفي في أخبار اليوم في عدة مقالات ناعتا إياه أنه مجرد كومبارس وأراجوز مضحكاتي، وكان لينين الرملي يتعجب ويقول: (وهو حد طايل يبقي عنده الملكات العظيمة دي وهي ديه شتيمة؟)، متسائلة: هل كان سمير غانم ممثل كبير؟ هل كان يدخل في أي شخصية بالمعني الكلاسيكي؟ ويتنقل من شخصية لشخصية؟ الحقيقة التي اثبتتها الأعمال المختلفة على مدار ٦٠ عاما أن سمير غانم لم يكن يتخلي أبدا عن شخصيته الحقيقية في أي دور يلعبه بل كان يبلع الشخصيات المكتوبة على الورق لتصبح هي وهو شئ واحد، وكان يفعل ذلك بفطرة وسلاسة وبساطة شديدة، لقد ظل سمير غانم يقدم لنا شخصية سمير غانم الحقيقية بتنويعات ودرجات مختلفة في كل أعماله».
وأكملت: «سمير غانم كان حالة خاصة متفردة فهو كوميديان ومضحكاتي، ولكنه يتمتع بالوسامة وهي في العادة ضد الكوميديا فهو لم يكن قصيرا مكعبرا أو نحيفا بشكل ملحوظ أو خلقته مشلفطة أو سمينا بشكل مبالغ فيه، ولم يحتاج أبدا أن يبالغ في الأداء ولا يضرب كل من حوله أويتلفظ بألفاظ سوقية أويعاكس الممثلات بشكل فج، ولم يتخلي أبدا عن وسامته في أغلب الأدوار ولا خفة دمة حتى في المواقف المحزنة، بل كان يستخدم مخزونه النفسي الرايق الجميل المنبسط ليرسم البسمة الرايقه اللطيفه قوي زيه».
واستكملت: «حينما كنا في المعهد في أول عام كانت انطلاقه الثلاثي وكنا جميعا معجبين بالضيف وجورج، ولكن لينين فاجأنا أن أخطرهم هو سمير، وأن حركاته الجسدية تموته من الضحك ولا مثيل لها في الممثلين المصريين، ولذلك حينما التقي سمير غانم مع لينين الرملي في اليونان، حيث كان يتم تصوير بعض مسرحيات لينين الرملي تليفزيونيا كان لقاء وديا ولطيف تبادلوا فيه الإعجاب مع بعضهم البعض واتفقوا بسرعة وبشكل لطيف أن يكتب لينين عمل ليقدمة سمير في التليفزيون المصري، وقد ظلوا يلتقوا حوالي ٣ سنوات حتي كتب لينين (ميزو)، وذلك بعد أن فهم كل منهما الآخر جيدا، سمير عرف تشدد لينين واعتزازه بما يكتب ولينين عرف قدرات سمير ليست التمثيليه أو الارتجالية فقط بل طريقه تفكيره وكانت ميزو، التي كلما قرأ لينين لسمير مقطع منها يتعجب سمير ويقول له بجد (ده أنا يالينن ده كلامي هوه انت كنت عايش معايا؟)».
واستطرد: «حتي دخلوا الاستوديو وقد كنت خائفه جدا أن يخرج سمير على النص ويصطدم مع لينين ويتفشكل العمل أو يخسروا بعض (في الايام دي كان المؤلف حتي لو جديد مهم جدا وله كلمة مسموعة وماكنش العمل اسمة ورق كان اسمة نص وماكنش لسه بيكتبوا المسلسلات ميكانيكيه في الورش ومعاهم اسطي بيصلح الكراسة) المهم دخلوا الاستوديو كان لينين يعود إلى المنزل وهو في غايه التعب، حيث كان مسئول عن فردوس وسمير ويساعد أحيانا في الإخراج مع أباظه الذي كان يخرج لأول مرة، ولكنه في غاية السعادة سمير غانم كان يجلب معه كل يوم شنطتين سفر كبارمليانين إكسسورات ويقعد يفرج لينين ويقول له ايه رأيك اطلع ده في المشهد الفلاني ولينين الرملي مسخسخ علي روحة من الضحك واطلق عليه اسم الرايق، وكان يقول لي رايق قوي يابطه حتي لو ماعجبهوش حاجة لا يتكلم ولا يعترض بل يقول إفيه، وحينما سأل لينين مين هاتعمل الدور معايا لينين قال له فردوس عبد الحميد اندهش وصمت (وهو الذي لم يمثل ألا أمام بنات جميلات صغيرات ومش مهم يكن ممثلات فهن أمامه مجرد شماعات لتعليق الإفيهات) ثم اطلق الإفيه القذيفه (انت هاتجيب لي محمود يس علي ست يالينين أمثل قدامها) فوقع لينين من الضحك على الأرض».
وأنهت: «حينما توفي لينين الرملي كتب الناقد الكبير طارق الشناوي أن سمير قال له في إحدى اللقاءات إن كل الافيهات التي قلتها في كل أعمالي من عندي ولم يكتبها مؤلف، إلا مسلسل “ميزو” فأنا لم اخرج إفيه على النص، والحقيقة أن لينين الرملي أحب سمير غانم جدا واحترم قدراته فذهب إليه في ملعبه وكتب له وعلى لسانه ما يحبه وما يستطيعه».