«بيست سيلر».. تحليل لحركة النشر خلال السنوات الأخيرة
بعد ثورة يناير 2011 توقفت تقريبًا حركة النشر في دور النشر الكبيرة والمعتمدة في السوق المصري، وعلى مدار ثلاثة سنوات لم يتجاوز عدد الكتب المطبوعة عن إحدى أهم دور النشر في مصر إصدراين أو ثلاثة، لكن على جانب آخر ظهرت على السطح دور نشر خاصة اهتمت بنشر كتابات الشباب.
ومع تراجع حجم مشاركة دور النشر المتعارف عليها في مصر تزايد حجم النشر في الدور الناشئة، والتي وصلت لـ 50 دار تقريبًا في العام 2015 وانحصرت إصداراتها في نشر كتابات الشباب أولًا، ونشر نوعية معينة من الروايات مثل أدب الرعب والخيال العلمي ثالثًا. ولمع نجم هؤلاء الكتاب الشباب بشكل لافت بين القراء، وحققت أعمالهم مبيعات لم يشهدها السوق المصري من قبل، إلا في أعمال معينة كانت تمثل طفرات، على العكس مع هؤلاء الشباب، حيث تعدد نجومهم وهيمنت مبيعاتهم، لنجد إصداراتهم تتصدر واجهات أشهر سلاسل بيع الكتب في مصر لسنوات.
وعلى الرغم من حجم المبيعات الضخم الذى حققه الشباب إلا أن الصحافة الثقافية وحركة النقد في مصر تعاملت معهم بحالة من التجهيل التام، ولو ذكرتهم عرضًا تضعهم في خانة الظاهرة التي ستنتهي سريعًا، إلا أن الظاهرة التي ظهرت بوادرها مع ذيوع استخدام الانترنت في مصر، لم تنتهي.
اعتماد الشباب في مصر على وسائط السوشيال ميديا والانترنت ساهم في هذا الانتنشار السريع، وزاد من رسوخه، حيث تحولت الظاهرة لواقع لا يمكن تجاوزه.
مما سبق يتضح أن تحليل حركة النشر في السنوات الخمس الأخيرة سيقودنا الى فهم مناطق أخري في مفاهيم وأيديولوجيات الشباب وليس فقط ادراك حركة النشر وحجم المبيعات والتغيرات التي سببتها ثورات الربيع العربي، وذلك ما حاول المؤلف تفنيده بشكل أكثر وضوحًا في هذه الدراسة.
في البداية كانت دراسة تحولات حركة النشر تسير في طريق دراسة أرقام النشر والتقسيمات النوعية للمطبوعات وتقدم نوع فكري على الآخر، غير أن تحليل المنتج الفكري نفسه للسنوات الخمس الأخيرة زاد المسألة تعقيدًا، وتطلب توسيع دائرة التحليل. لنتجاوز مسألة الأرقام إلى محاولة فهم ما الذي حدث؟ وفي كتابه يحاول المؤلف أن يجيب.
ومن أجواء مقدمة الكتاب: " والصحوة الإسلامية كما ذكر موقع الويكبيديا أو الصحوة هو مصطلح يشير إلى إحياء دين الإسلام من جديد. أشهر صحوة في التاريخ الحديث بدأت تقريبا في عام 1970 وتتجلى في التقوى الدينية واعتماد الثقافة الإسلامية كاللباس، المصطلحات، والفصل بين الجنسين، والتعبير والرقابة على وسائل الإعلام، والإلتزام بالقيم والأخلاق من منظور الدين الإسلامي. كثيرًا ما ترتبط الصحوة مع الحركة الإسلامية السياسية تحديدًا دون الكثير من المجالات والتيار الإسلامي وغيرها من أشكال إعادة الأسلمة، في حين تمت صحوة أخرى اعتمدت العنف والتسلح منهجًا لها رافقه بعض التطرف الديني والهجوم على المدنيين والأهداف العسكرية من قبل الإسلاميين".
وقد فاز الكاتب سامح فايز، الزميل في جريدة «الدستور»، اليوم الحادي والعشرين من مايو 2021 بجائزة «أفضل عمل في مجال النقد الأدبي» عن كتاب «حكايات عن القراءة» ضمن «جائزة ساويرس الثقافية»، مناصفة مع الدكتور عبدالناصر هلال عن كتاب «الالتفات البصري- من النص إلى الخطاب».
وضمت لجنة تحكيم النقد الأدبي: الدكتورة فاتن مرسي (مقررة اللجنة)، الدكتورة سحر عبدالحكيم، والدكتور محمد بدوي، والدكتورة هدى عياد، والدكتور وليد الحمامصي.
يذكر أن سامح فايز كاتب وصحفي مصري، من مواليد 1985، تخرّج في كلية الحقوق جامعة عين شمس عام 2007، وعمل بالمحاماة قبل أن يتفرغ للصحافة الثقافية.