الأردن: الاحتلال الإسرائيلي أساس الشرّ وزواله السبيل الوحيد لتحقيق السلام
دعا وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا لوقف العدوان على غزة، وإلزام إسرائيل بوقف خروقاتها للقانون الدولي، واعتداءاتها في القدس المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية.
وقال الصفدي، في نص كلمته، اليوم الخميس، أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية: "خمسة وستون طفلًا، وتسعة وثلاثون أمًا، وأختًا، وزوجة، وابنة، ارتقوا منذ أن شنت إسرائيل عدوانها على غزة في العاشر من الشهر الجاري.. ومع كل يوم يمر من دون أن يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته، ويوقف العدوان، يفقد أب ابنه، وابن أباه، وأم طفلها، وطفل أمه".
وأضاف: "في أحد عشر يومًا، شرد العدوان الإسرائيلي حوالي خمسة وسبعين ألف فلسطيني في غزة، لجأ معظمهم إلى مدارس الأونروا، التي ما تزال غير قادرة على تأمين إيصال المساعدات الإنسانية لهم".
وشدد: "كفى قتلًا للأمل وتجذيرًا لليأس وعبثًا بمستقبل المنطقة، التي تدفعها الممارسات الإسرائيلية نحو المزيد من الصراع، وتحرم كل شعوبها حقهم في الأمن والسلام، وتهدد الأمن والسلم الدوليين"، مضيفًا: "يجب أن تتحرك الأمم المتحدة فوراً لتحمي ميثاقها، وتحمي قراراتها".
ودعا وزير الخارجية الأردني إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا ليوقف العدوان على غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وليلزم إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بوقف خروقاتها للقانون الدولي، واعتداءاتها في القدس المحتلة، وعلى مقدساتها، وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال الصفدي إن سلطات الاحتلال أحالت القدس (مدينة السلام) ساحة للقهر والقمع والظلم، مؤكدًا أن تهجير سكان حيّ الشيخ جراح من بيوتهم سيكون جريمة حرب.
وتابع: "لهؤلاء المواطنين الفلسطينيين حق بيّن في بيوتهم، التي ولدوا فيها، والتي عاش فيها آباؤهم وأجدادهم.. أي ظلامية تلك التي تعطي نفسها صلاحية استباحة هذا الحق".
وأوضح الوزير الأردني أنه وفق القانون الدولي، فإن المقدسيين سكان محميون، ووفق قرار مجلس الأمن رقم 478 للعام 1980 لا سلطة للاحتلال ومحاكمه عليهم، مشيرًا إلى أن الدفاع عن حق أهالي الشيخ جراح في بيوتهم دفاع عن القانون الدولي، وعن قيمنا الإنسانية المشتركة.
وأكد الصفدي أن "المملكة الأردنية الهاشمية ستظل تدافع عن أهالي الشيخ جراح وحقوقهم عبر جميع الوسائل المتاحة، وبالتنسيق مع دولة فلسطين"، كما "سيظل الأردن يوظف كل إمكاناته لحماية المقدسيين، والدفاع عن القدس".
وشدد قائلًا: "سيبقى الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات في القدس المحتلة، وحماية الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، أولوية الوصيّ عليها، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين".
وأردف: "ستظل المملكة تبذل كل جهد ممكن، وتعمل مع جميع الأشقاء والشركاء من أجل زوال الاحتلال، وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة".
ودعا وزير خارجية الأردن، في كلمته، إلى ضرورة وقف التصعيد الخطير الذي تتحمل إسرائيل مسئوليته، مؤكدًا أن هذه أولوية اللحظة، وطريقها وقف العدوان فورًا ووقف كل الممارسات الإسرائيلية التي فجرته، والتوصل لوقف لإطلاق النار.
كما دعا إلى تكاتف كل جهود المجتمع الدولي لإنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، محذرًا من أنه إن لم ينته، سيتفجر حتمًا تصعيد أخطر، وسيُبقي المنطقة كلها رهينة الصراع في كل لحظة
وأكد الصفدي أن "الاحتلال هو أساس الشرّ كله، وزواله هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام"، لافتًا إلى أنه "لن تنعم إسرائيل بالأمن ما دامت تحرم الفلسطينيين منه.. ولن تنعم إسرائيل والمنطقة بالسلام ما ظل الفلسطينيون محرومين منه".
وقال وزير الخارجية الأردني إن إسرائيل تقوض فرص السلام ببناء المستوطنات وتوسعتها، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وتهجير السكان، ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات، مشيرًا إلى أن "هناك أكثر من 700 ألف مستوطن في القدس الشرقية وباقي الضفة الغربية المحتلة حاليًا، مقارنة بحوالي نصف مليون في العام 2010، وحوالي 370 ألفا في العام 2000".
وأوضح الصفدي أن "بناء المستوطنات اللاشرعية يمضي بوتيرة غير مسبوقة.. وهذا تقويض ممنهج لحل الدولتين، الذي أجمع العالم على أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل".
وحذر من أن "قتل حل الدولتين سيجعل من خيار الدولة الواحدة مآلا حتميًا يفرض السؤال عن طبيعة هذه الدولة، دولة تمنح كل سكانها حقوقًا متساوية أم تكرس نظام الأبرثايد؟ ووهمٌ هو الظن بإمكانية تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في ظل نظام أبارثايد.. ووهمٌ الظن بإمكانية تهميش القضية الفلسطينية، والقفز فوق فلسطين، وأن يكون الاحتلال من دون كلفة".
ووصف الصفدي الإجراءات اللاشرعية لسلطات الاحتلال بأنها "تستفز مشاعر نحو ملياري مسلم باعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، الذي يشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، مكان عبادة خالصًا للمسلمين".
وأكد أنه "من دون إيجاد أفق حقيقي لإنهاء الاحتلال، ورفع الظلم، وتحقيق السلام العادل الذي يلبي الحقوق وتقبله الشعوب، على أساس حل الدولتين، ووفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية، لن ينتهي تصعيد حتى يتفجر آخر.. فإما انتظار تفجر هذه الدوامة وكل ما ستجلب من معاناة وعنف ودمار وتهديد للأمن والسلم الدوليين وخرق لميثاق منظمتنا وقيمنا الإنسانية كل بضع سنين.. وإما تحرك فوري فاعل لمعالجة أساس الصراع من ظلم، وقهر واحتلال، ولإعادة الأمل، والتوصل للسلام العادل والشامل الذي تستحقه المنطقة وشعوبها، ويشكل خياراً استراتيجياً وضرورةً إقليمية ودوليةً".