تقرير تونسي: مصر ألهمت السودان إسقاط الإخوان.. وباريس عليها التعاون مع القاهرة والخرطوم لوقف المتطرفين
مواجهة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي، أبرز مجالات التعاون الفرنسي السوداني المصري، هكذا سلط موقع “تونس الرقمي” الناطق بالفرنسية على العلاقات بين البلدان الثلاثة.
وقال التقرير إن توجه الحكومة الفرنسية برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون محاربة الإسلام السياسي، يجعل من الضرورة لباريس أن تتعاون مع القاهرة والخرطوم في هذا المجال حيث أن كلا البلدين نجحتا في إسقاط جماعة الإخوان ووقف نفوذ جماعات الإسلام السياسي الموالية لها.
عبدالفتاح البرهان
ولفت التقرير إلى إشادة الرئيس الفرنسي بجهود رئيس المجلس الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، للخروج ببلاده من طريق الظلام والتي ظلت لفترة طويلة تحت حظر المجتمع الدولي.
وكان ماكرون، قد قال إنه يؤيد إلغاء ديون بلاده للسودان، والتي تبلغ قرابة 5 مليارات دولار (4.113 مليار يورو)، وقال إن ذلك سيمهد الطريق أمام جميع الدائنين الآخرين لفعل الشيء نفسه ومساعدة السودان الذي يسعى لإعادة هيكلة ديونه المقدرة بـ 60 مليار دولار ، 38٪ منها لنادي باريس.
ومن أجل "السماح للسودان بالعودة إلى اتفاق الأمم" ، أعلن رئيس الدبلوماسية الألمانية هيكو ماس بدوره أن الجمهورية الاتحادية تلغي 360 مليون يورو من الديون المستحقة للسودان.
كما ستساعد ألمانيا وفرنسا السودان أيضًا على تسوية التزاماته مع صندوق النقد الدولي و ستقدم برلين ما يصل إلى 90 مليون يورو لهذا الغرض ، وستقرض باريس 1.23 مليار يورو.
إسقاط نظام البشير
ويرى الموقع، أنه بعيدًا عن الاعتبارات الاقتصادية، فإن هذه القرارات لها أهمية سياسية واضحة، وفقًا للعديد من المراقبين.
حيث أن السودانيين قادوا ثورة ناجحة على الإسلام السياسي في أبريل 2019 بإسقاط نظام عمر البشير بعد ثلاثة عقود من الحكم المطلق الذي اتسم بتقسيم البلاد بين الجنوب والشمال على خلفية رغبة مؤسسية تطبيق التطرف الديني على جميع السكان ، فضلاً عن تورط النظام المخلوع في الحروب والمذابح في دارفور والدعم غير المشروط للحركات الإسلامية العنيفة التي سيكون السودان بمثابة قاعدتها الخلفية خاصة في التمويل والخدمات اللوجستية.
وأشار التقرير إلى أنه من الواضح أن السودان لم يكن قط في محور المصالح الفرنسية في القارة الإفريقية، لكن تغير الوضع في مصر والتي نجحت في وقف نفوذ تنظيم الإخوان من السلطة في يوليو 2013، جعل السودان يقوم بتصحيح مساره هو أيضا وبالتالي تحركت فرنسا من أجل إعادة العلاقات مع الخرطوم.