«العرب» اللندنية تشيد بالعلاقات المصرية الفرنسية: القاهرة حليف قوي لباريس
أشادت صحيفة العرب اللندنية بالعلاقات المصرية الفرنسية، واصفة التحالف الفرنسي المصري بالقوي.
وقالت الصحيفة إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الفرنسية للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، عكست ارتفاع التنسيق المصري مع باريس والتقدم الجلي في العلاقات بين البلدين، ويتوقع متابعون أن تكون باريس أهم حليف استراتيجي للقاهرة مستقبلا استنادا إلى جملة من المعطيات والمستجدات على الساحة الدولية والإقليمية، أبرزها الملف الليبي وشرق البحر المتوسط وصولا إلى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وأضافت: لدى مصر علاقات إقليمية ودولية متنوعة يرقى بعضها إلى مستوى التحالف الإستراتيجي، لكن يبدو أن فرنسا أصبحت أكثر التصاقا بهذا اللقب، فكل القوى الكبرى التي يمكن وصفها بذلك تعتريها منغصات من حين لآخر، في وقت تسير فيه العلاقات بين القاهرة وباريس سبخطوات تتجه نحو المزيد من النمو والتمدد وتسعى القيادة في البلدين إلى تعزيز ذلك بحزم من الاتفاقيات المختلفة.
وعكست القمة التي عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه جانبا من الصورة الناصعة، ولم يفوت الرئيسان فرصة وجودهما لحضور مؤتمرين في باريس، أحدهما خاص بالسودان، والآخر يتعلق بأفريقيا، من دون قمة تضمنت إشارات تؤكد أن العلاقات تمضي بوتيرة ثابتة.
وارتفع مستوى التنسيق في قضايا مثل ليبيا وشرق البحر المتوسط وملف مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة والهجرة غير الشرعية، فضلا عن التعاون في إعادة الحياة لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وهناك مجموعة عوامل لعبت دورا مهما في دفع القاهرة نحو باريس والعكس، أهمها أن التحركات التي قامت بها الأولى مع دول في الشرق والغرب تخيم عليها بعض المشكلات الهيكلية، فالولايات المتحدة التي بدأت خطوات للانسحاب من المنطقة ليست على استعداد لأن تحقق لمصر ما تريده من مصالحها في المنطقة.
واختبرت العلاقات بين القاهرة وباريس في الأزمة الليبية، وحقق التعاون بين الطرفين نتيجة جيدة في التعامل مع ملف مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.
وتحتاج فرنسا الاستفادة من تجربة مصر في مجال مكافحة الإرهاب ويمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها في أفريقيا، وتعرضت من خلاله إلى أزمات عديدة، كما تحتاج القاهرة خبرة باريس في المجال نفسه، وأسهمت الصرامة الفرنسية في التعامل مع المتشددين في كل من مالي والنيجر وأفريقيا الوسطى وتشاد في الوصول لنقطة التقاء كبيرة بين الجانبين تدعم التعاون على مستويات مختلفة.
وتحتاج مصر إلى قوة حليفة في قلب الاتحاد الأوروبي والعالم، مثل فرنسا بكل ما تملكه من مقومات سياسية ومؤهلات عسكرية، وتحتاج باريس إلى القاهرة المشتبكة حاليا مع عدد معتبر من الملفات الإقليمية التي تلتقي فيها مع فرنسا.