إسلام شلبي.. قصة أول مشرف على معرض القاهرة للكتاب بعهد ثروت عكاشة
في مذكرات الدكتور ثروت عكاشة حين نصل إلى المرحلة الثانية التي تولى فيها وزارة الثقافة وتحديدا في عام 1966، وفي أثناء حديثه عن التحضير لإقامة أول معرض دولي للكتاب في مصر، نجد اسم شاب مجهول هو "إسلام شلبي"، وبالرغم من أن عكاشة كان مختصرا في كلامه جدا حيث لم يزد ذكره عن الشاب سوى جملة واحدة قال فيها: "وكان لحماسته الفائقة وكفاءته المذهلة الفضل الأكبر في نجاح الفكرة" ناسبا إليه الفضل في إقامة أول معرض دولي للكتاب في مصر عام 1969.
وطبقا لتصريحات صديقه المحامي عماد توكل مع الكاتب الصحفي الزميل ياسر الشيمي في العدد الثاني من مجلة "مرايا الكتاب" بتاريخ 23 يناير 2019 فإن إسلام شلبي كان: "شعلة نشاط متحركة، عصاميّ بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مثقف موسوعي، جاد، مخلص، دؤوب، كان يعمل مع الناشر الكبير بول خياط أثناء فترة دراسته في لبنان، يتحدث الإنكليزية بطلاقةٍ مذهلة، يتمتع بشبكة علاقات واسعة، مَكّنته من أن يكون أحد أهم الناشرين العرب فيما بعد".
وفي حديث صحفي لإسلام شلبي نفسه مع جريدة "الأهرام" بتاريخ 23 يناير 1969 قال مستشار مؤسسة التأليف والنشر والمشرف العام على معرض القاهرة الدولي للكتاب أنه "نتيجة للاتصال بالخارج، والاقتراب عن كثب بسوق الكتب العالمية وبالمهتمين بصناعته وتسويقه، فقد وضحت أمامنا حقيقة مؤسفة، وهي أننا نعيش ما يمكن التعبير عنه بأنه ركود ثقافي، كما ظهر لنا أن الصلة بيننا وبين دور النشر الأجنبية تكاد تكون معدومة بالمرة، الأمر الذي نفقد من جرائه نحو ثلاثة ملايين جنيه إسترليني سنوياً هي حصيلة مبيعات الكتب في الخارج".
وأكد المشرف الأول العام على معرض القاهرة الدولي للكتاب أن إقامة المعرض "تنطوي على دلالة خاصة، وهي أن العالم ينظر إلى القاهرة نظرة تقدير لما لها من تراث حضاري إنساني قديم، وباعتبارها مركزًا للإشعاع الثقافي على مدى العصور، وملتقى كثير من الحضارات الأخرى، وقد كان الكتاب العربي بالذات أول ما صدرته للبلدان الغربية، وتظهر هذه الأهمية في الإقبال الفائق على الاشتراك في المعرض، وهو ما يعتبر نصراً حقيقياً، وبخاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن المعارض الدولية تبدأ في الأغلب بعدد صغير من المشتركين، في حين قارب عددهم فى معرض القاهرة الأول للكتاب على 500 دار نشر".