مجلة أمريكية تشيد بالاكتشافات الأثرية الأخيرة بسوهاج: تمهد للمزيد
أشادت مجلة "سميثونيان" الأمريكية بالاكتشافات الأثرية الأخيرة بمحافظة سوهاج، واعتبرتها أنها تمهد الطريق للمزيد من الاكتشافات الهامة في المواقع الأثرية المختلفة الموجودة بالبلاد في المستقبل القريب.
وكانت بعثة أثرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار أعلنت الأسبوع الماضي عن اكتشاف 250 مقبرة صخرية، منحوتة على مستويات مختلفة بصخور الجبال في موقع الحميدية، بمحافظة سوهاج، في إطار مشروع للتوثيق الأثري وأعمال الترميم في المنطقة.
ولفتت المجلة إلى أن المقابر الصخرية المكتشفة تعود إلى فترات تتراوح بين نهاية الدولة القديمة حوالي عام 2200 قبل الميلاد وحتى نهاية العصر البطلمي 30 قبل الميلاد، مضيفة أن احدى هذه المقابر تحتوي على قبر مائل له باب وهمي منقوش بالهيروغليفية وممر يؤدي إلى رواق به عمود الباب، يصور ساكن القبر وهو يذبح القرابين بينما يقدم المعزين القرابين للمتوفى.
ونقلت المجلة عن المؤرخ وعالم المصريات بسام الشماع، قوله " يوفر هذا الاكتشاف مزيدًا من التفاصيل حول الحياة اليومية لعامة الناس من المصريين القدماء في ذلك الوقت"، مشيرا إلى أنه : "نظرًا لصغر حجم تلك المقابر مقارنة بالمدافن المخصصة للملوك ذات الأحجام كبيرة ، فقد تكون هذه المدافن قد خصصت لعامة الناس".
كما نقلت عن محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية للآثار بصعيد مصر، قوله في بيان، إن "أعمال التنقيب في مقبرة الحميدية كشفت أيضًا عن العديد من الأواني الفخارية والنذرية (الأشياء المقدمة للموتى أو للآلهة).
وأضاف الشماع: إن بعض القطع كانت تستخدم في الحياة اليومية ، في حين أن البعض الآخر ، المعروف باسم المنمنمات النذرية ، صنعت لأغراض جنائزية"، مشيرا إلى أن ذلك سيسمح لنا هذا بفهم طقوس الدفن الدينية وعملية التحنيط، خاصة في ضوء القرابين المكتشفة وعظام الحيوانات والبشر.
ولفتت المجلة إلى أن البعثم المصرية تتوقع العثور على المزيد من المقابر المنحوتة في الصخور في الموقع مع استمرار أعمال التنقيب، مضيفة أنه تم التنقيب بالفعل عن أكثر من 300 مقبرة في المنطقة، التي كانت تقع في موقع مركزي بالقرب من مدينتي أسوان وعبيدو القديمتين.
وتابعت المجلة: يُعتقد أن مقبرة الحميدية كانت المثوى الأخير لقادة ومسؤولي مدينة أخميم ، أحد أهم المراكز الإدارية في مصر القديمة ، وفقًا لتقرير جيسي هولث لـ ARTnews، كانت أخميم موطنًا لعبادة مين ، إله الخصوبة والجنس الذي ارتبط أيضًا بالصحراء".