رئيس لجنة تحكيم «بوكر»: «ملف ٤٢» تطرح مسألة الاستشراق ودور الغرب في رؤية الشرق
عقدت إدارة الجائزة العالمية للرواية العربية، الاثنين، لقاءً عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مع رئيس لجنة تحكيم الجائزة، شوقي بزيع الذي تناول رواية «الملف 42»، للروائي عبد المجيد سباطة والمرشحة ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية (بوكر).
وقال بزيع، في بداية حديثه إن رواية الملف 42 تحتاج إلى فيض من الوقت قد يتجاوز الساعات وليس الدقائق، كي نتحدث عنها بعدالة:"هذه الرواية تحفة روائية بكل معنى الكلمة".
أضاف: "بداية أقول إن تعدد الروايات في رواية واحدة مسألة مهمة جدًا، لأنها لا تجيب فقط عن رواية ملف 42، لكن تجيب عن الحياة نفسها وعن الفن في حد ذاته؛ لأن كل حدث تاريخي يقرأ من زوايا معينة، فكيف بالعمل الأدبي الذي يقدم الواقع من أكثر من منظور".
واستكمل بزيغ حديثه:"هذا توضح لنا كيف أن التاريخ نسبي، وكيف أن الأدب حمّال أوجه، وطبعا لهذا الحدث معنى آخر، أن الرواية العربية عن الحدث هى رواية ناقصة، باعتبار أننا نعيش في عالم يحكمه الاستبداد ولا يمكن برواية أن تكتمل".
وقال بزيع: "لهذا مدلول آخر أن الأمريكية التي تأتي كمستشرقة تبحث عن الحقيقة من الغرب هى ما تسطيع بما تملكه من حرية أن توصل الرواية إلى نهاياتها، ولهذا تطرح الرواية مسألة الاستشراق ومسألة دور الغرب في إكمال رؤية الشرق حيث أننا دائما نا نرى من عين الآخر".
وعن الرواية، نشر موقع الجائزة العالمية للرواية العربية - بوكر، قائلاً إن «الملف 42» رواية بحبكة مربكة، كتبت بتقنيات سردية ما بعد حداثية، تسير في خطين متوازيين، الخط الأول بلسان كريستين ماكميلان، روائية أمريكية ناجحة، تتعاون مع رشيد بناصر، الباحث المغربي الشاب في سلك الدكتوراه، في تحقيق أدبي الطابع، للبحث عن المؤلف المجهول لرواية مغربية مغمورة صدرت عام 1989، وتضم بين أحداثها المتخيلة شخصية والد الروائية، الجندي ستيف ماكميلان، الذي عمل في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية المتمركزة بالمغرب خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. تحقيق سيقودهما إلى ملامسة خيوط كارثة الزيوت المسمومة لسنة 1959، وهي واحدة من أفظع الكوارث المنسية، سنوات قليلة بعد الاستقلال. والخط الثاني من الرواية، بلسان زهير بلقاسم، مراهق مغربي عابث من عائلة غنية، يغتصب الغالية، خادمة المنزل القاصر، فتستغل والدته المحامية نفوذها لإغلاق القضية وإرساله لمتابعة دروسه الجامعية في روسيا، ليواجه هناك أهوالا لم تكن في حسبان أحد. في قالب تشويقي "شبه" بوليسي، تناقش "ملف 42" القراءة وتقنيات الكتابة الحديثة، ولكن تبقى قضيتها الكبرى والأبرز سؤال القيمة عند المغاربة، وبحثهم الطبيعي عن الكرامة، كأبسط حق من حقوقهم الإنسانية.
وعبد المجيد سباطة كاتب مغربي، من مواليد الرباط 1989. حصل على ماجستير في الهندسة المدنية من جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة. نشرت له مقالات وترجمات تناقش عددا من المواضيع الأدبية والثقافية والتاريخية بمواقع وصحف ومجلات مغربية وعربية. صدر له «خلف جدار العشق» (2015)، «ساعة الصفر 00:00» (2017) التي فازت بجائزة المغرب للكتاب سنة 2018، و«الملف 42» (2020) والمرشحة ضمن القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية - بوكر. كما نشر ترجمتين لروايتين للكاتب الفرنسي ميشيل بوسي.