فى حريق هائل.. كواليس 9 ساعات رعب لأهالى قرية العضايمة بإسنا (صور)
صرخات تعلو من مختلف الأرجاء ودموع للنجدة والاستغاثة، دعوات تتردد بقلوب صافية لرب العباد كي تنتهي اللحظات العصيبة على خير دون إلحاق ضرر بالأبناء والصغار، كل ذلك وسط حالة من الحسرة والفزع انتابت الأسر داخل قرية العضايمة بمركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر، حيث بمجرد رؤية الأهالي للمشهد المهيب لاشتعال النيران في كل مكان هرول الصغار والكبار بوسائل بسيطة ليتمكنوا من إخمادها، حتى يستطيعوا إنقاذ ما يمكن قبل امتدادها، ولكن كل هذه المجهودات القوية مقارنة بحجم الاشتعال كانت لا تكفي نهائيًا، إلا أن وصول قوات الإطفاء كان له دور هام وبارز في السيطرة على الحريق، وأداء المهمة على أكمل وجه.
ويقول حسين الحاوي، أحد أهالى قرية العضايمة وشهود العيان على الحريق الهائل، إن منزله داخل القرية ولكن في منطقة مجاورة للحريق ويفصله عنها ترعة فقط، والحريق اندلع في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، بالتزامن مع ثالث أيام عيد الفطر المبارك، السبت، وجميع أهالي القرية بهذا التوقيت كانوا داخل منازلهم، وبدأ نشوب النيران من ناحية الأراضي الزراعية الموجودة داخل القرية.
وأضاف لـ'' الدستور'': "بدأت النيران تتسلل من الأراضي الزراعية نحو أحواش المواشي، وواصلت امتدادها من حوش لآخر ما أدى إلى انتشار حالة من الفزع والخوف بين الأهالى، حيث كانت النيران تتطاير على أسطح المنازل والنوافذ والشرفات بشكل مخيف، نظرًا لأن أشجار النخيل عالية".
وعبر عن الموقف وحالة الأهالي قائلًا: ' الناس كلها طلعت وبتحاول تطفي الحريق كانت مخضوضة، بس بيستخدموا خراطيم المياه اللي في البيوت وجرادل المياه والأدوات البسيطة اللي في المنازل، ولكن مش قادرين النار فضلت لـ 3 ساعات متواصلة شديدة جدًا، وفى مناطق متفرقة الشباب قاعدين يطلعوا فوق الأسطح وأماكن متعددة، ولكن النيران كانت جبارة، بس بعد الساعة 4 ونصف كانت النار بعدت عن البيوت، ولكن موجودة فى الأحواش والنخيل حتى جاءت المطافي وسيطرت على الموقف''.
واستكمل قائلًا: "إمبارح يوم عصيب جدًا كل واحدة تطلع تخلي أولادها يجروا تقولهم تمشوا لأول القرية علشان تنقذهم أجروا بعيد بس العيال بتجري مش عارفين يروحوا فين بيمشوا يروحوا أول القرية، ومنهم يجيبوا الحاجات المهمة يطلعوا بيها برة ويشيلوا أنابيب الغاز يخرجوها برة البيت''.
وأوضح أن قوات الحماية المدنية كي تسيطر على الحريق، كانت تتخلص من جريد النخيل المشتعل واقتصاصه بواسطه المناشير حتى يسقط على الأرض ويتمكنوا من الإطفاء والسيطرة الكاملة على الحريق، لافتًا إلى أن جهود الحماية المدنية والمسئولين الموجودين داخل القرية استمرت للانتهاء من إتمام إطفاء الحريق بأكمله حتى الساعة الـ10 مساءً لنفس اليوم.
وأشار إلى أن الحريق لم يسفر عن أي إصابات من أهالي القرية، ولكن أسفر عن إصابة 3 شباب من المنطقة خلال محاولتهم لإخماد النيران التي التهمت المنازل في القرية، فضلًا عن نفوق ما يقرب من 16 رأس ماشية منها جاموس وبقر.
وذكر أن حالة من الحزن والانهيار عمّت بين بعض الأهالي، في اليوم التالي بعد الحريق، وذلك إثر خسارتهم للمواشي التي كانت مصدرًا أساسيًا يعتمدون عليه للسعي وراء رزقهم، والبعض الآخر منشغل في النظافة المنزلية وترتيب منازلهم بعد الفوضى التي مروا بها أمس.
ولفت إلى أنه نظرًا لانقطاع النور عن منطقة الحريق بالقرية، واصلت فرق الكهرباء إصلاح الأسلاك لإعادة التيار الكهربي مرة أخرى للأهالي.
وكان اندلع حريق هائل بقرية العضايمة بمركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر، السبت الماضي، حيث التهمت النيران أكثر من 100 نخلة داخل القرية، وامتدت حتى تمكنت من التهام عدد من المنازل.
وتمكنت قوات الحماية المدنية بمدينة الأقصر من السيطرة على الحريق، بواسطة 6 سيارات للإطفاء، حيث تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حتى تمت السيطرة على النيران.
وأسفر الحريق عن وفاة أحد رجال الحماية المدنية، أثناء تأدية عمله وقيامه بعملية السيطرة على حريق قرية العضايمة.