"لماذا يتهمونك بالإباحية؟".. كواليس حوار نادر بين نجاة ونزار قباني
قامت المطربة نجاة بدور الصحفية وسألت الشاعر الكبير نزار قباني عن العديد من الاتهامات والانتقادات التي كانت توجه إليه في هذه الفترة، ونشر الحوار على صفحات مجلة الشبكة.
في البداية قالت نجاة:" الفكرة السائدة هي ان الفنان لا بد أن يمر بتجربة حب حتي يستطيع أن يعبر عنها؟، وكان الرد من نزار قباني:" هذا صحيح، ولكن الحياة كلها حب، والحب موجود في كل شئ، وحياة الانسان العادي تمتلئ بالحب، فهو يحب أمه وهو طفل، ويحب والده وأخته، وعندما ينضج ينطلق باحثا عن حب آخر تمليه عليه طبيعته في أن يحب ويتزوج وينب، والفنان انسان لا بد أن تمتلئ حياته بالحب، والمؤرخون للاعمال الفنية العظيمة يؤكدون أن هذا الحب لعب دورا هاما، بل إن تجربة الحب هي دائما الباعث على الخلق الفني والإبداع.
وعادت نجاة لتسأل:" معنى ذلك أنك كشاعر تعيش تجربة الحب قبل أن تحولها إلى شدو رقيق؟"، وأجاب نزار:" وماذا فيما لو فعلت، إن طبيعة الفنان تدفعه للإنطلاق، والشعر أرهف أنواع الفنون حسا، ولن أكون بعيدا عن الحقيقة إذا قلت لك إنني مررت بالتجربة، فتجربة الحب بالنسبة للشاعر بوتقة تنصهر فيها عواطفه وأحاسيسه، وليس في الحب ما يشين على كل حال، إن الحب أرفع عاطفة انسانية،ولا يخجلني أبدا أن أقول أنني شاعر كل أحاسيسه الحب.
وأكملت نجاة سؤالها الثالث:" هل تؤمن بالحب العذري؟"، وكان رد نزار:" إنني شاعر والشاعر ميال بطبيعته إلى أن ينشد الطهر والكمال من كل شئ، والحب العذري رغم ندرة وجوده أطهر ألوان الحب".
وبادرت نجاة بسؤالها الرابع:" لماذا تركز أشعارك على المرأة؟"، وكان رد نزار:" إن المراة هي نصف حياتي، وجدير بهذا النصف أن ينال اهتمامي، ومن جانب آخر، لماذا لا تكون المرأة أساس الحياة، وما يجذبني للمراة هو شئ يميزها، عقد ياسمين يترنح نشوان على جيد مرمري، صدر ناهد يزهو، عمق بعيد في عينين، سحابة غموض تهيم فوق وجه جميل، وربما نظرة تحدي".
وأكملت نجاة:" البعض يتهم شعرك بالإباحية؟"، وقال نزار:" إن ما أسميه الشعر الحديث يجب أن تأخذه بعين التسامح، أنا لا أدعي أنه مكتمل، وهو لا يزال محاولات لتطوير الشعر العربي، وأنا أعطف على هذه الحركة وهي كأي حركة تطور لها ميزات ومساوئ، إنها تحاول أن تعيش، وتحاول من جانب آخر ألا تتخلى عن الغلاف الخارجي للشعر العربي، إمنا ضيعنا من حياتنا قرونا في تكرار كليشيهات قديمة، وبالإضافة إلى أن هذه الحركة ناجحة فهي ما تزال تحتفظ بالقافية والجذور التي في الشعر العربي القديم.
وسألت نجاة:" اعطني شاهدا من شعرك، ما هوا لبيت الذي تعتبره قمة الحب؟"، وكان رد نزار:" حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به، رقصت على قدميه".