هل تنجح اللقاحات في استغناء العالم عن الكمامات؟ أطباء يجيبون
"متى ينتهي ارتدائنا للكمامة؟".. التساؤل الذي يظل حائرًا بين سكان العالم، الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها يواجه جائحة لم يسبق لهذا الجيل التعامل معها، وهي فيروس كورونا المستجد، خاصة بعدما نجحت بعض الدول في التوصل إلى لقاحات تعمل على مواجهة “كوفيد-19”.
فقد جاءت بشائر من مركز السيطرة على الأوبئة والوقاية منها "CDC" يتنبأ بأنه يمكن التخلي عن ارتداء الكمامات في حالة الخضوع للتطعيم جرعتين كما هو مقرر له، وفي ذلك تواصلنا مع عدد من الأطباء للتأكد من صحة تلك المعلومة، ومتى يمكننا التخلي عن الكمامة؟
أستاذ فيروسات: سنستغني عن الكمامات بعد سنتين
الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد في قسم الفيروسات والمناعة في مدينة الأبحاث العلمية في الأسكندرية، قال إنه بعد التطعيم بالجرعة الثانية الجسم لا يُكوّن أجسام مضادة إلا بعد مرور شهر كاملًا، ما يجعلنا لا نستطيع الاستغناء عن الكمامات ولا الإجراءات الاحترازية، واللقاح لا يمنع المرض بل يمنع تطوره.
وأوضح "فايد"، في حديثه مع "الدستور"، أنه يمكن الاستغناء عن الكمامات في حالة واحدة هي تطعيم ٧٠٪ من العالم، ما يجعل الغالبية لا تظهر عليه أعراض ثقيلة مع وجود احتمالية إصابته بالفيروس ولكن لديه مناعة وأجسام مضادة تحارب الفيروس وتنتصر عليه، ويصبح مثل أي فيروس آخر تم تلقيح العالم به، وطبقًا للحسابات الطبية والزمنية لن يحدث ذلك إلا بعد ما لا يقل عن سنتين.
ويرى أستاذ الفيروسات أنه حتى يحدث ذلك علينا تطبيق الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة أنفسنا وكل من حولنا، ولا نستطيع الاستغناء عن الكمامات والغلق والتعقيم الدائم والحرص على الوجود في المنزل أغلب الوقت ومراعاة المسافات الآمنة.
أستاذ مناعة: علينا بالتطعيم
واتفق معه الدكتور باهي إسحاق، أستاذ المناعة، في أن فكرة التخلص من الكمامات لن تحدث إلا بعد التزام الجميع بأخذ جرعتين من التطعيم، وهذا يعني أنه يجب أن يأخذه ما لا يقل عن 80% من سكان العالم، وقتها فقط يمكن النصح بالاستغناء عن الكمامات في أغلب التعاملات اليومية.
وتنبأ "إسحاق"، خلال حديثه مع "الدستور"، بأن المدة هذه التي من الممكن أن نستغني فيها عن الكمامات وتلقيح أكبر عدد من سكان العالم بـ5 سنوات، وهي أقصى مدة يمكن طرحها في الوقت الحالي، نظرًا لوجود أزمات في حصول عدد من الدول على اللقاحات واحتكار الدول الكبرى لأغلبها من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم اقتناع كثير من الناس بأن التطعيم آمن وهو سبيلنا للعبور إلى بر الأمان من هذه الجائحة.
متخصصة في أمراض المناعة: لا غنى عن الكمامة لسنوات قادمة
واختلفت معهما الدكتورة سماح عبدالهادي، متخصصة في أمراض المناعة، في فكرة الاستغناء عن الكمامات، مشيرة إلى أن التلقيح لا يعني التسليم الجذري بأن الأزمة انتهت ويمكننا التحرر من الإجراءات الاحترازية وعلى رأسها الكمامة، فليس هناك أي تنبؤات بنسبة السكان التي عليها أخذ اللقاح لتتكون مناعة القطيع، والتي ستكون سبيلنا في القضاء على هذا الفيروس كغيره.
وترى "عبدالهادي"، في حديثها مع "الدستور"، أنه يمكن خلال الفترة القادمة أن يتم السماح بتقليل ارتداء الكمامات لا خلعها نهائيًا، وهذا الحل سيكون مطروحًا حال تلقيح أغلب الناس
رئيس قسم الأمراض المعدية: لا غناء عن الإجراءات الاحترازية
وفي تصريحات سابقة، اتفق الدكتور عبد اللطيف الخال، رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس "كوفيد- 19"، ورئيس قسم الأمراض المعدية بإحدى المؤسسات الطبية، مع"عبدالهادي"، في أن بداية التطعيم ضد الفيروس الاستغناء عن الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يجب على جميع أفراد المجتمع أن يطبقوها على الأقل في الوقت الحالي، كذلك لا يمكن التخلي عن باقي الإجراءات الاحترازية، والتي منها الالتزام بالتباعد الاجتماعي والمسافة الآمنة وتجنب الاكتظاظ والاختلاط في الأماكن المزدحمة.
وأكد "الخال"، في تصريحاته، أنه حتى بعد التطعيم بالجرعة الثانية من اللقاح ننصح بالاستمرار في استخدام أساليب الوقاية، لأن هذا يُعطي حماية إضافية.
ويذكر أنه في الأمس، أعلن مركز السيطرة على الأمراض أنه يمكن لمتلقي اللقاح التخلص من الكمامة أثناء تناول الطعام فى مطعم في الهواء الطلق مع الأصدقاء، كما يمكنه أيضًا خلعها في التجمعات الصغيرة في الهواء الطلق مع أشخاص ملقحين بالكامل، أو أشخاص خليط من الملقحين وغير الملقحين بالكامل.
وعاد المركز ليقول في تقريره المنشور أنه يجب على الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو المغلقة مثل مراكز التسوق ودور السينما، وسيستمر المركز في هذه التوصيات لحين تطعيم الناس على نطاق واسع.