مسئول لبناني: سلالات كورونا الجديدة قد تكون قادرة على تجنب المناعة المكتسبة
قال الدكتور فراس الأبيض، رئيس مستشفى رفيق الحريري الجامعي (المركز الطبي الرئيسي لمعالجة حالات الإصابة بفيروس كورونا في لبنان)، إن غالبية السكان في لبنان دون مناعة ضد فيروس كورونا حتى "مناعة ما بعد العدوى".. محذرا من أن السلالات الجديدة للفيروس قد تكون قادرة على تجنب المناعة المكتسبة.
وأشار رئيس مستشفى رفيق الحريري- في تصريح اليوم الثلاثاء- إلى أن الانخفاض المستمر في أرقام الكورونا هو بلا شك موضع ترحيب، غير أن الأمر يقتضي "التفاؤل بحذر".. لافتا إلى أن مناعة ما بعد العدوى التي يُفترض أنها اكتسبت في موجة شهر يناير الماضي، سوف تتضاءل بمرور الوقت.
وقال إن اللقاحات بإمكانها أن توفر الحماية المطلوبة غير أن السلالات الجديدة من فيروس كورونا قد تكون قادرة على تجنب المناعة المكتسبة، مضيفا أنه تم رصد حالات مصابة بالسلالة الهندية الجديدة في البلدان المجاورة للبنان، مشيرا إلى أنه مع اقتراب فصل الصيف، يسجل المطار مستويات أعلى من النشاط، وأنه دون الحجر الصحي أو فحص التسلسل الجيني، لن تكون هناك إمكانية لمنع أو معرفة متى تصل السلالة الجديدة.
وتابع قائلا: "حتى في البلدان ذات معدلات التلقيح المرتفعة مثل المملكة المتحدة، يبدو أن السلالة الجديدة، وهي الأكثر عدوى وضررا، بدأت بالانتشار، لذلك يؤكد خبراء الصحة العامة أهمية البقاء يقظين، وعدم التخفيف من القيود على الحدود، والالتزام العام بتدابير السلامة الوقائية".
وذكر أن اللبنانيين "سئموا من مرض كورونا" وهم بحاجة ماسة لاستئناف النشاط الاقتصادي في خضم الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد، مشيرا إلى أن الانخفاض في عدد إصابات كورونا يشجع اللبنانيين على استعادة حياتهم الاجتماعية مع عدم التزام الحذر وارتداء الكمامة على نحو يمثل خطورة شديدة.
وقال: "كما أن الاقتصاد المتعثر يجعل من الصعب على السلطات فرض القيود وعلى الناس تقبلها، وهذا التعثر يعني أيضا أن المستشفيات ستكون أقل استعدادا في حالة وصول موجة كورونا جديدة، علاوة على ذلك، سافر العديد من عاملي الرعاية الصحية، مما زاد من إضعاف قدرة النظام الصحي الحالية.. باختصار، قد تكون العوامل المذكورة أعلاه مجتمعة مؤذية إذا وصلت السلالة الجديدة.. في الوقت الحالي، يبدو أن العائق الوحيد أمام حدوث ذلك هو العناية الإلهية، الجيد في الأمر أن المزيد من اللقاحات سوف تصل إلى لبنان قريبا، دعونا نأمل ألا يكون قد فات الأوان وقتئذ".