الإختيار3.. المصريين
وتمضى أيام الشهر المبارك كما هى عادته بسرعة لم نكن نتمناها ومعها تقترب حلقات الدراما الوطنية المصرية التى كانت من أبرز وأنجح الأعمال التليفزيونية خلال هذا الشهر الكريم.. ورأينا الملايين من المصريين داخل البلاد وخارجها يترقبون نهايات تلك المسلسلات ليتأكدوا جميعًا أن الخير دائمًا ما ينتصر على الشر حتى لو تأخر قليلاً أو كان ضحيته الكثير من دماء الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة وأيضًا المواطنين الأبرياء.. ولكننا أيضًا تأكدنا أن بلادنا مستهدفة من الخارج بقدر استهدافها من الداخل وهذا قدرها.
ولعل الحلقة الخاصة بحادث الواحات الغربية بمحافظة الجيزة فى مسلسل "الاختيار2" خير دليل على ذلك ثم كان مسلسل "القاهرة – كابول" وفيه الحلم بالزعامة والخلافة الإسلامية المبنية على الأعمال الإرهابية الممولة من أجهزة استخباراتية دولية وذلك من خلال التأثير على عقول الشباب بالفكر المغلوط مستغلين فى ذلك الظروف المعيشية الصعبة التى تعانى منها معظم دول العالم النامية، وننتقل لمسلسل "هجمة مرتدة" الذى يتناول فترة زمنية قريبة من حياتنا وهى فترة الربيع العربى وتلك المحاولات والمؤامرات الخارجية للمنظمات وأجهزة المخابرات المختلفة التى تحاول تجنيد الشباب المصريين تحت مظلات شراكات ومؤسسات مختلفة أملاً فى تقسيم الشرق الأوسط وكيف تصدت المخابرات العامة المصرية لهذه المخططات ونجحت فى إفشال أهدافها واحباط مخططاتها بفضل تعاون بعض الشباب المصرى المخلص الذى نجح فى معاونه بلاده لكشف هذه المؤامرات.
قدمت إذن الدراما الوطنية جرعة مكثفة عشناها وتعايشنا معها لحظة بلحظة وجميعها تؤكد أن الحصون الباقية لدى الجماعات الإرهابية وكذلك جهود أجهزة الاستخبارات المعادية تتهاوى يومًا بعد يوم تحت وطأة منظومة أمنية متكاملة أبطالها من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية ورجال المخابرات، فمنذ استشهاد العقيد/ محمد مبروك، فى نوفمبر2013 وحتى استشهاد أبطالنا البواسل فى أكتوبر2017 من رجال الشرطة فى حادث الواحات حققت الأجهزة الأمنية نجاحات أعتقد أن الشعب المصرى لم يسمع عنها من قبل خاصة تلك المحاولات التى تم احباطها قبل القيام بها والتى كانت تستهدف اغتيال العديد من الشخصيات السياسية والدينية والأمنية بل وشملت أيضًا محاولة اغتيال السيد وزير الدفاع أنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسى، الذى كان عائقًا لهم فى كشف مخططاتهم منذ أن كان مديرًا للمخابرات الحربية ثم وزيرًا للدفاع وكان حائط الصد المنيع لمحاولات سيطرتهم على شمال سيناء ثم على الحكم إلى أن تمكن الشعب المصرى بمعاونه قواته المسلحة وتأييد الشرطة المصرية من اسقاطهم والقبض على قياداتهم.
الآن وقد أوشكت هذه المسلسلات المتفردة على الانتهاء بكل ما جاء فيها من بطولات وانجازات وأيضًا شجون وأحزان أرى أن توثيق مثل هذه الأعمال الفنية تمثل ضرورة للأجيال القادمة للتأكيد على حقيقة الأفكار الإرهابية المتطرفة وهويتها وسعيها لنشر الخراب والدمار فى الأرض.
لابد أن نستثمر نسب المشاهدة التى جذبت ملايين المشاهدين لمتابعة حلقات هذه المسلسلات لنعاود عرض البطولات المماثلة لأبطال أخرين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وأيضًا أدعو وسائل الإعلام والهيئات المعنية بإستضافة القائمين على هذه الأعمال الفنية المتميزة وإذا أمكن تتم دعوة القيادات الأمنية التى كان لها دور فى التخطيط لمواجهة الإرهاب وانتهت خدمتها بعد الوفاء بالعطاء لعقد ندوات فى الجامعات والمدارس والكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة للاستفادة من خبراتهم الحقيقية التى كان لها الأثر الأكبر فى القضاء على الإرهاب واستعادة أمن وأمان الوطن والمواطن
وكل عام ومصرنا الغالية بخير وسلام.. وتحيا مصر